صَاحب الْحَادِث فَأَخذه وَعمل حَاجته ثمَّ اعاده اليها فَخرجت بِهِ فِي غلس فلقيها جمَاعَة اخذوه مِنْهَا وخنقوها ورموا بهَا فِي مَوضِع ظنا انها قد مَاتَت ثمَّ عدلوا موضعا اقتسموا بِهِ القماش فَلَقِيَهُمْ رجل يُقَال لَهُ ابْن الدَّلال فارتباوا مِنْهُ واخبروه الْقِصَّة واعطوه بعض شَيْء من القماش فاخذه وَانْصَرفُوا ثمَّ من الله على الدّلَالَة بالعافية فَقَامَتْ من غشيتها وَخرجت من حَيْثُ القيت فَذَهَبت بَيت هَذَا القَاضِي وَشَكتْ عَلَيْهِ وَكَانَ النَّاس يحسنون بِهِ الظَّن مَعَ قَضَائِهِ فوعدها بِالْخَيرِ وانه يبْحَث لَهَا عَن ذَلِك فَمَا كَانَ غير يسير حَتَّى وصل إِلَى القَاضِي ابْن الدَّلال زايرا وَمُسلمًا وَكَانَ لبيبا فحدثه القَاضِي ثمَّ ذكر لَهُ قصَّة الدّلَالَة فَضَحِك واخبره الْقِصَّة فَعرف الْمَذْكُورين انهم مِمَّن يتسمى بالفقه فامرهم فوصلوه فَذكر لَهُم الْقِصَّة فاعترف بَعضهم وَسلم مَا مَعَه وَقد كَانَ ابْن الدَّلال حِين اخبره القَاضِي سلم مَا كَانَ اخذه وتغلب مِنْهُم بَعضهم فاخبر بامره قَاضِي الْقُضَاة فامر لَهُ وَلم يعذرهُ فَوَجَدَهُ قد رهن شَيْئا فافتداه القَاضِي من نَفسه وَكَانَ هَذَا القَاضِي كثير الْعِبَادَة مصاحبا للعباد كَانَ يصحب الشَّيْخ عَليّ الرميمة اُحْدُ عباد صَبر وَيكثر زيارته ويخبر هعنه بامور كَثِيرَة تدل على خير قَالَ الْفَقِيه عُثْمَان اخبرتني هَذَا القَاضِي يَوْمًا على خلْوَة قَالَ مَا على قلبِي هم الا ان اكون فِي بعض الْمَسَاجِد والربط استفرغ بَقِيَّة عمري فِي عبَادَة الله وَكتب بعض النَّاس الى المظفر يشكو اليه من قَاضِي ظلمه فَكتب يَا قَاضِي بهاء الدّين الْقُضَاة ثَلَاثَة قاضيان فِي النَّار وقاضي فِي الْجنَّة القَاضِي تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عَليّ فِي الْجنَّة اكشف قصَّة هَذَا الشاكي اراد وَالِدي ان يُسَافر من الْجند الى زبيد على رَأس ثَمَانِينَ وستماية فَلَمَّا صرنا بتعز دعِي الى مجْلِس هَذَا القَاضِي ليحمل شَهَادَة الى حَاكم زبيد فَلَمَّا تحملهَا ادناني مِنْهُ وَسَأَلَ مِنْهُ ان يمسح على رَأْسِي وَيَدْعُو لي فَلَمَّا صَار يمسح عَليّ تأملته فَرَأَيْت رجلا معتدلا ذَا لحية كثة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015