الْيَوْم يود الْمَرِيض اذهاب مَا بِيَدِهِ فِي غير وَجه مرضِي وَلَا تصير الى الْقُضَاة وَلَا الى الَّذِي نصبهم لذَلِك وَلَقَد شاهدت من ذَلِك عجايب فأسال الله الْعَفو عَن ذَلِك وَلذَلِك لما تقدّمت عِنْدِي لَهُ هَذِه الاخبار من الثِّقَات الاخيار قَدمته على غَيره من سَائِر الْفُقَهَاء واما مَا ذكر لَهُ من الكرامات فاخبار يطول شرحها مِنْهُ مَا اخبرني الْفَقِيه عُثْمَان بن مُحَمَّد الشرعبي اخبرني شَيْخي الْفَقِيه مُحَمَّد بن عَبَّاس الشّعبِيّ قَالَ كنت معيدا بِالْمَدْرَسَةِ المظفرية بمغربة تعز وَالْقَاضِي الْمَذْكُور يَوْمئِذٍ الْمدرس بهَا فَرَأَيْت ذَات لَيْلَة ان الْقِيَامَة قَامَت وَالنَّاس مجتمعون بصعيدها حُفَاة عُرَاة كَمَا فِي الْخَبَر وَأَنا من جُمْلَتهمْ عُرْيَان فَلَمَّا طَال ذَلِك اذ رَأَيْت مَكَانا مرتفعا وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عَليّ وَاقِف عَلَيْهِ وَعَلِيهِ ثِيَابه الَّتِي يلبسهَا اجْمَعْ حَتَّى الْعِمَامَة والملحفة وَالنَّاس مطيفون بِهِ فهرولت اليه اولا لكوني معبدة فملما دَنَوْت مِنْهُ سمعته يَقُول للنَّاس كلكُمْ بشفاعتي فاطمئنوا فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي وانا مِنْهُم فَقَالَ وانت مِنْهُم فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر خرجت من بَيْتِي الى الْمدرسَة فوافقته رايحا إِلَيْهَا لصَلَاة الصُّبْح فبدأني بِالسَّلَامِ فَرددت عَلَيْهِ وَقلت يَا سَيِّدي اريد الْوَعْد الصَّادِق فَقَالَ مَا اذكر اني وعدتك بِشَيْء لَكِن ذَكرنِي فالعدة دين فاخبرته بمنامي فَبكى وَقَالَ اخبرني رَبِّي لست من اهل الشَّفَاعَة بل ارجو ان نَكُون جَمِيعًا فِي شَفَاعَة نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لَهُ دَعْنِي من المغالطة فَلَا بُد من الوفا ثمَّ لازمته فاخذ بيَدي وَقَالَ يكون ذَلِك ان كنت من اهل الشَّفَاعَة وَمن ذَلِك مَا اخبرني الْفَقِيه الْفَاضِل ابو الْحسن الْحَمد ابْن الْفَقِيه الصَّالح الْجُنَيْد وَقد تَذَاكرنَا فضل هَذَا القَاضِي وشهرة ورعه وَمَا يذكر عَنهُ من الكرامات مَعَ المحنة بِالْقضَاءِ فَقَالَ لَو لم يكون لَهُ من الكرامات الا حَدِيث الدّلَالَة لَكَانَ كَافِيا فِي الدّلَالَة على خَيره فَقلت لَهُ اخبرني كَيفَ كَانَ فَقَالَ اتّفق لبَعض الْأَعْيَان من اهل تعز حَادث سرُور وَاحْتَاجَ الى اسْتِعَارَة شَيْء من المصاغ فَدَعَا الدّلَالَة فُلَانَة وَكَانَت مَأْمُونَة عِنْد السُّلْطَان فعول عَلَيْهَا تستعير لَهُ فاجابته بِالطَّاعَةِ وراحت بيُوت الامراء والكبراء فَاجْتمع لَهَا جمل مستكثرة فراحت بِهِ الى