لما صَار بالسمكر بسؤال من اهلها درس على الْفَقِيه صَالح وَجعل يخْتَلف اليه من السمكر حَتَّى أكمل قِرَاءَته وتفقه ثمَّ لما ولي ابْن الأديب الْقَضَاء جعله قَاضِيا بالقرية فَلبث على ذَلِك نَحْو سنة ثمَّ انْفَصل وَبَقِي على التدريس بالجامع والخطابة حَتَّى توفّي فِي منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسبعماية
وَمن الجبى بِضَم الْجِيم بعد الف وَلَام وخفض الْبَاء الْمُوَحدَة مُشَدّدَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة كَانَ بهَا من اهلها فَقِيه اسْمه ابو بكر بن عِيسَى تفقه بَاهل الْجند وَمَات قبل كَمَال تفقهه على طَرِيق مرضِي وَله ولد اسْمه يُوسُف يحفظ كتاب الله تَعَالَى ويشتغل بِمَا يُعينهُ فِي دينه ودنياه ونسبهم من قوم يُقَال لَهُم بَنو حسان يرجعُونَ الى الاساودة وَمِمَّنْ تديرها ابو الْحسن احْمَد بن الْفَقِيه على الْجُنَيْد ابْن الْفَقِيه احْمَد بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن مَنْصُور بن الْجُنَيْد الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة وانه توفّي قَافِلًا من الْحَج بالسرين ووالد هَذَا قد ذكرته فِي اهل ذِي اشرق وجده احْمَد قد ذكرته فِي اهل ذِي اشرق فَمِمَّنْ اخذ عَنهُ القَاضِي عبد الله بن عَليّ العرشاني وَكَانَ مولده بِشَهْر صفر من سنة تسع وَخمسين وستماية وَلما توفّي وَالِده بتعز كَمَا قدمت بَيَان ذَلِك ترَتّب هَذَا معيدا بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي كَانَ ابوه مدرسا بهَا وَهِي الاسدية الْمُقدم ذكرهَا وحدب الْفَقِيه ابو بكر التعزي عَلَيْهِ وَعلي اخوته مُرَاعَاة لصحبة ابيهم واشفق عَلَيْهِم وَلما صَار الْمُؤَيد سَاكِنا بِالْقربِ مِنْهُم دَعَتْهُ نَفسه الى قِرَاءَة الْعلم فَسَأَلَ عَن فَقِيه صَالح يقْرَأ عَلَيْهِ فارشد الى الْفَقِيه مُحَمَّد بن عَبَّاس التبعي الَّاتِي ذكره فِي اهل تعز فاستدعي بِهِ وعرفه فَقَالَ حَتَّى استخير الله تَعَالَى ثمَّ خرج وَبعد ايام كتب اليه الْمُؤَيد فَكتب اليه يعتذره من ذَلِك وَيَقُول إِن لم أترك خرجت من الْيمن وان كَانَ وَلَا بُد لمولانا من رجل يقرا عَلَيْهِ فَعَلَيهِ بِولد الْفَقِيه عَليّ الْجُنَيْد فَقِيه بركَة وَخير وَكَمَال فاستدعاه الْمُؤَيد وَعرف بغرضه