وَمِنْهُم وَلَده مُحَمَّد مولده رَجَب سَابِع عشرَة سنة خمس وَسبعين وستماية خلف اباه فِي التدريس وَعَكَفَ أَصْحَابه عَلَيْهِ وَحج بعد موت أَبِيه ثمَّ لما عَاد من الْحَج لبث مُدَّة وَكَانَ للوزراء بني مُحَمَّد بن عمر صيت بالقرية فَجعلُوا يشوشون عَلَيْهِ ويؤذونه وَرُبمَا دخل بعض غلمانهم بَيته وسرق شَيْئا واشتكى فَلم ينصف وَمَا زَالُوا يكررون ذَلِك حَتَّى ضجر وَخرج عَن الْقرْيَة مُهَاجرا إِلَى نَاحيَة حجر فَأَقَامَ بهَا بقرية الظَّاهِر مَعَ الْفَقِيه عبد الرَّحْمَن الْآتِي ذكره سِنِين وَاقْبَلْ أهل تِلْكَ النَّاحِيَة عَلَيْهِ إقبالا حسنا ثمَّ عَاد بَلَده بعد أَن اضمحل أَمر الوزراء وَمَات عقيب سَفَره من الْبَلَد الْوَزير وَأَبْنَاء أَخِيه مُحَمَّد وَعلي أبنا أَحْمد ثمَّ لما صَار الْقَضَاء إِلَى ابْن الأديب وبلغه انْقِطَاع هَذَا عَن الْأَسْبَاب وَحَاجته إِلَيْهَا رتبه فِي الْمدرسَة المنصورية بمغربة تعز تفرد بالغرابية فَلبث بهَا سنينا ثمَّ فَصله وَعَاد بَلَده فَتوفي بهَا فِي شهر جمادي الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وسبعماية وَهُوَ آخر الأصابح فقها
وَمِنْهُم عبد الْوَهَّاب ابْن الْفَقِيه بن أبي بكر بن نَاصِر مقدم الذّكر تفقه بِمُحَمد بن أبي بكر الأصبحي غَالِبا وتفقه بِهِ شَيخنَا أَبُو الْحسن الاصبحي فِي بدايته أَخذ عَنهُ الْمُهَذّب والفرائض للصردفي وَكَانَ يثني عَلَيْهِ وَيَقُول انتفعت بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ انتفاعا جيدا وَكَانَت وَفَاته بخبت البزوا حَاجا لم أتحقق تَارِيخه وَإِنَّمَا اخرت ذكره لِئَلَّا ادخل بَين فُقَهَاء الاصابح ذكر غَيرهم مِمَّن عاصرهم ثمَّ صَار الْفِقْه بطبقة أُخْرَى مَعَ جمَاعَة مِنْهُم يُوسُف بن أَحْمد بن الْفَقِيه حُسَيْن العديني مقدم الذّكر أَولا تفقه بشيخنا أبي الْحسن الاصبحي ولي قَضَاء بعض بلد مذْحج وَكَانَ يخْتَلف إِلَيْهَا من الذنبتين تَارَة فَتَارَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا بالفقه والفرائض وَكَانَ رَفِيق شَيخنَا إِلَى تهامه حِين قَرَأَ فِيهَا الْخُلَاصَة على ابْن عَاصِم بزبيد كَمَا قدمنَا وزار الإِمَام ابْن