بالمنام يَقُول لَهُ يَا فلَان مَا اراد السُّلْطَان ان يكْتب لكم على الْمُسَامحَة الاشرفية هَاتِهَا الى ان اكْتُبْ لكم عَلَيْهَا فَلَمَّا طلع الصَّباح واشرقت الشَّمْس اذ بالمنادي على بَاب السُّلْطَان يُنَادي ايْنَ وَرَثَة الْفَقِيه الاصبحي يَأْتُوا بمسامحتهم فاظهروها وادخلت على السُّلْطَان فحين رأها كتب باجرائها مسرعا وَكَانَت لَهُ محفوظات من الاخبار والاثار والاشعار من ذَلِك مَا أنشدنيه من لَفظه للامام الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى فِي النَّهْي عَن اكل التُّرَاب ... دع الطين مُعْتَقدًا مذهبي ... فقد صد عَنهُ حَدِيث النَّبِي

من الطين رَبِّي برا أدما ... وآكله آكل للاب ... وَله اخبار يطول تعدادها فِي الْوَرع والزهد وَخرج عَلَيْهِ قوم من الخرب لَيْلًا وَمَعَهُ جمَاعَة من اصحابه فاخذ على احدهم سَيْفا وَمنع من نَفسه وَمن اصحابه بعد ان قد خرج مِنْهُم ثمَّ هرب الخرب وَبَان لَهُم ان الْفَقِيه لَيْسَ هُوَ الَّذِي اغتروا بِهِ فوصلوا اليه واعترفوا بالْخَطَأ ثمَّ لم يكد تأت عَلَيْهِم سنة حَتَّى قد هَلَكُوا جمع وَلم يكن لَهُ فِي اخر عمره نَظِير فِي الْفِقْه وَالدّين والاخذ بِالسنةِ واتباالاثر اليه انْتَهَت الرياسة بالفقه فِي الْيمن اجْمَعْ وَكَانَ مُسَددًا بِالْجَوَابِ موفقا الى الصَّوَاب انْتفع بتصانيفه الْخَاص وَالْعَام وارتحل بهَا الى الْبعيد من الْبلدَانِ وجاوزت الى بِلَاد البيضان والسودان وعول عَلَيْهَا مِنْهُم كل انسان وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشر الْمحرم من سنة ثَلَاث وسبعماية وقبر الى جنب قبر ابيه قبلي الذنبتين وَحضر قبرانه غَالب اهل الْجند وَجَمَاعَة من اعيان فُقَهَاء تعز كالفقيه احْمَد بن الصفي وَغَيره

وَكَانَ حَاضر الصلوة مَا يزِيد على ثَلَاثَة الف شخص من النَّاس وأمهم بالصلوة عَلَيْهِ وَلَده مُحَمَّد وانزله قَبره احْمَد بن الصفي الْآتِي ذكره فِي أهل تعز اذ كَانَ بَينهمَا صُحْبَة اكيدة مَعَ جمَاعَة وَاجْتمعَ النَّاس للْقِرَاءَة عَلَيْهِ ثَلَاثَة ايام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015