أَخْبرنِي الثِّقَة أَنه اصبح يَوْمًا فِي حَلقَة اصحابه وتدريسه فَجْأَة بعض أَصْحَابه فَقَالَ لَهُ رَأَيْت فِي الْمَنَام فَوق بَيْتك حَماما كثيرا مجتمعات وبينهن طَائِر لَهُ عَلَيْهِنَّ تميز بالخلقة وَالصُّورَة فَبينا انا اعْجَبْ مِنْهُ ومنهن اذ بِهِ قد غَابَ عَنْهُن وظني انه نزل فِي الارض فحين فقدته الْحمام اخذنا فِي التَّفَرُّق فَقَالَ الْفَقِيه انا الطاير وَالْحمام اصحابي ثمَّ اخذ فِي الاستعداد للْمَوْت بِالْوَصِيَّةِ وَغَيرهَا وَمَات عقيب ذَلِك الْيَوْم يَوْم الْخَمِيس عَاشر ربيع الاول من سنة بضع واربعين وستماية وقبره يمنى الْقرْيَة الذنبتين يزار ويستنجح عِنْده الحوايج وَهُوَ من الترب الْمَقْصُودَة للزيارة طلبا للتبرك وزرته مرَارًا كَثِيرَة

وَمِنْهُم ابو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن اسماعيل بن احْمَد الزبيدِيّ نسبا الى الْقَبِيلَة الْمَشْهُورَة ولاعديني بَلَدا نِسْبَة الى ذى عدينة الْمَدِينَة الْمَعْرُوفَة تَحت حصن تعز كَانَ يتعانى التِّجَارَة وَسكن جيلة فَكَانَ لَهُ بهَا ذكر شايع بالجميل واطعام الطَّعَام وبورك لَهُ فِي دُنْيَاهُ وَاشْترى بهَا الذّكر الْجَمِيل والاجر وَسمع المسموعات على فُقَهَاء عدَّة فِي اماكن مُتَفَرِّقَة من ذَلِك عدن وَغَيرهَا اِدَّرَكَ بعدن القَاضِي ابراهيم بن احْمَد الَّاتِي ذكره ثمَّ انْتقل من ذِي جبلة الى قرب سهفنة الْمُقدم ذكرهَا ثمَّ بعد ذَلِك بِمدَّة انْتقل الى قَرْيَة الذنبتين لشَيْء حدث بَينه وَبَين الْقُضَاة بهَا فَلم يلبث فِي الذنبتين حَتَّى توفّي على طَرِيق مرضى من الاطعام والاحسان بِحَيْثُ كَانَ لَا يذكر اُحْدُ فِي ذَلِك غَيره وَكَانَ الْفَقِيه ابْن نَاصِر يقرئ وَهُوَ يطعم المنقطعين وَيكرم الضَّيْف وَلم يكن لَهُ فِي عصره نَظِير واخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء المعتبرين كتب المسموعات

مِنْهُم ابْن مِصْبَاح مُحَمَّد والفقيه عمر العقيري وَغَيرهمَا وَلما تكاثر دينه اراد التَّقْصِير عَمَّا يَفْعَله من الاطعام فَقيل لَهُ انه كَانَ ذَات يَوْم مفكرا فِي امْرَهْ عازم على ذَلِك اذ سمع هاتفا يَقُول يَا حُسَيْن انفق وعلينا القضا فَلَمَّا سمع ذَلِك ازْدَادَ عزما على الْبَقَاء على فعله الْمُعْتَاد فَلَمَّا توفّي وَعَلِيهِ دين عَظِيم قَامَ بِدِينِهِ عبد لَهُ ابْتَاعَ بذلك وعضده فِيهِ القَاضِي اِسْعَدْ بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015