مُسلم الَّاتِي ذكره فَلم يكن غير مُدَّة قريبَة حَتَّى انْقَضى دينه بِحَمْد الله وَلم يكن يدْفن حَتَّى بَرِئت ذمَّته قلت وسماعه للهاتف نَحْو مَنَام ابْن مَضْمُون وَمَا يَحْكِي من ورع هَذَا الرجل فِي التِّجَارَة انه دخل عدن بفوة كَثِيرَة وباعها بِمَال جزيل ثمَّ قبض الثّمن وَذهب بِهِ الى دَاره واستدعى بالنقادين فنقدوا لَهُ ذَلِك فَخرج الْفَا دِرْهَم فَقيل لَهُ ترد ذَلِك على المُشْتَرِي فَقَالَ اخشى ان يغربها غَيْرِي وانا احْمِلْ بِهِ ثمَّ ذهب بِهِ الى موقع فِي الْبَحْر فالقاها فِيهِ بِحَيْثُ يغلب على الظَّن تلافه وَعدم ادراكه وَهَذَا ورع يعز وجوده ومناقب هَذَا الْفَقِيه اكثر من ان تحصى وَكَانَت وَفَاته لبضع وَثَلَاثِينَ وستماية تَقْرِيبًا وقبر بمقبرة الذنبتين الشرقية وَحضر الصَّلَاة عَلَيْهِ جمع ناشر لَا يُحصونَ كَثْرَة من جُمْلَتهمْ ابْن نَاصِر وَمُحَمّد بن عمر الزَّيْلَعِيّ وَغَيرهمَا وَخلف ابْنَيْنِ صغيرين هما مُحَمَّد وَأحمد فمحمد صحب الْفَقِيه عمر بن سعيد وتفقه بِهِ ولبث مُدَّة بِمَدِينَة الْجند درس بمدرسة الامير مِيكَائِيل ابْن ابي بكر ابْن مُحَمَّد لموصلي ثمَّ انْتقل عَنْهَا وَتُوفِّي بالذنبتين وقبر الى جنب قبر ابيه
وَعرض مَعَه ذكر مِيكَائِيل ابْن ابي بكر وَكَانَ من اعيان الْوُلَاة ولي الْجند مُنْذُ اخر الدولة المسعودية حَتَّى دخلت الدولة المظفرية وَكَانَ رجلا فَاضلا نسبه فِي التركمان وَقدم صُحْبَة المسعود بن كَامِل وَكَانَ يُقَال لَهُ السيروان لَان عَمه زوج والدته كَانَ سيروان وادرك هذاميكائيل شَفَقَة من المسعود فولاه مَدِينَة الْجند ولبث بهَا واليا مُدَّة ثمَّ ابتنى بهَا مدرسة وقف عَلَيْهَا وَقفا جيدا غَيره ابْن لَهُ اسْمه عمر وَرُبمَا عزم على اخرابها لَكِن زَجره القَاضِي البها مقدم الذّكر من اهل سير وَكَانَ مِيكَائِيل الْمَذْكُور من اخيار الْغَزْو اعيانهم يلقب بشمس الدّين وَله مُخَالطَة بَاهل الْعلم ومشاركة فِيهِ ووقف على مدرسته بالجند عدَّة كتب ودرست بهَا عدَّة سِنِين وَله مَسْجِد بِرَأْس تقبل سَوْدَة وسقايتان وحوض يجْرِي اليه المَاء وَيشْرب