حايكا يتَحَقَّق امانته كَيْلا يخلطه بِغَيْرِهِ ثمَّ كَانَ لَهُ حول وَاحِد لَا يَأْكُل إِلَّا من غَلَّتهَا إِذْ كَانَ مِيرَاثا لَهُ من اهله وَكَانَ لَا يقصر ثِيَابه بل مَا قدم مِنْهَا جعله عِمَامَة والْحَدِيث رِدَاء وَكَانَ مَعَ ذَلِك اذا اقبل الى الْمَسْجِد بالذنبتين انار الْمَسْجِد حَتَّى الْمطَالع فِي الْكتاب يجدالنور على كِتَابه فيرفع رَأسه ليرى سَبَب ذَلِك فَلَا يرَاهُ إِلَّا ظُهُور الْفَقِيه على الْمَسْجِد ومحاسنه اكثر من ان تحصى وتفقه بِهِ جمَاعَة مِنْهُم عبيد بن احْمَد الحساني وَعلي بن عبد الله الْمَذْكُور فِي ذُرِّيَّة الْهَيْثَم وَمَنْصُور بن مُحَمَّد الاصبحي عَم الْفَقِيه
مُحَمَّد الاصبحي واخذ عَن مُحَمَّد بن احْمَد بن جديل ولد شَيْخه وَكَانَ فَقِيها محققا مدققا لَهُ شعر مستحسن مِنْهُ فِي الْفِقْه قَوْله ... والوطيء فِي دبر الْحَلَال محرم ... ومخالف فِي خَمْسَة أَحْكَام
ادب وتعبير وَحل مُطلق ... والفي والاحصان فِي الاسلام ... وَمِنْه مَا كتبه الى بعض اهل بَلَده مِمَّن تدير عدن ورفض بَلَده وَهُوَ ... سَلام على الاحباب حَيْثُ توجهوا ... وَحَيْثُ اقاموا فِي العرائس من عدن
ارى النَّهر قد يَرْمِي اجتماعا بغرفة ... وَيُورث فِي الاحشا مَا يذهب الوسن
وتبدي لنا الايام مَا لم يكن لنا ... ببال من الافراح اَوْ لوعة الْحزن
فَمَا كل محزون بهَا دَامَ حزنه ... وَلَا كل مسرور بهَا تمّ فِي الزَّمن ... وَكَانَ بعض الصُّوفِيَّة يسكن فِي اليهاقر واسْمه عَطِيَّة يتعانى الرقص وَالسَّمَاع وَيَقُول النَّبِي قد كَانَ يرقص فَلَمَّا بلغ الْفَقِيه ذَلِك صَعب عَلَيْهِ وَعمل قصيدة مِنْهَا قَوْله ... نبئت ان يهاقرا ظَهرت بهَا ... لعب الولائد مُعْلنا بزفير
حاشا لاحمد ان يرى بملاعب ... وعطية فِي ذَاك غير خَبِير ...