الظّهْر وعادوا تعز وَصَالح سكن فِي بَيت أحلى فَجعل يحصنه وَيَبْنِي بِهِ الستائر والمحاجي وَفِي الربوع الَّذِي يَلِي الْيَوْم الْمَذْكُور وَهُوَ ثَانِي عشر شعْبَان خرج وَمَعَهُ السنبلي وَقصد القَاضِي ابْن مومن اذ كَانَ شاع انه ساك فلبثا سَاعَة ثمَّ اذن لَهما وَلم يدْخل مَعَهُمَا اُحْدُ من حواشيهما كَمَا جرت الْعَادة ثمَّ عَادوا بُيُوتهم وَلما كَانَ وَقت الْعَصْر خرج السُّلْطَان بِجَمَاعَة قَلِيل واشعر على كَافَّة الامرا بِالْخرُوجِ فَخَرجُوا سرَاعًا وَطلب صَالح فتقاعد ثمَّ خرج على كره مُنْفَردا عَن وَلَده فَلَمَّا صَار خَارج الْبَيْت وَمَشى خطوَات يسيره استدعى بولده فَخرج مَعَه وَخرج قدامهما جمع من الشفاليت وَهُوَ شبه المفكر مَا مُوجب طلبه حَتَّى وصل هُوَ وَولده الميدان وَقد صَار السُّلْطَان يسير والعسكر وقُوف والامير الزعيم يسير مَعَه فحين صَار صَالح وَابْنه واقفين بِطرف الميدان برز لَهُم الزعيم ودعاهما على انه يشاورهما بامر فظنا انه يُرِيد السباق والمجاملة فَقَالَا تركب الْخَيل فَقَالَ نُرِيد مشورة وركوب الْخَيل بعد ذَلِك ثمَّ انه ابعدهما الى وسط الميدان وَضم جمعا من عسكره قد بَينهم اشارة فَدَارُوا بهما وَقَالُوا لَهما التزما وَبَادرُوا عَلَيْهِمَا بالطعن وَالضَّرْب فَلم يكد ينزل صَالح من بغلته الا مَيتا واما ابْنه فَنزل فتمنع سَاعَة ثمَّ قتل وقاما مكشوفين على وجوهما بَقِيَّة يومهما ثمَّ لَيْلَة الْخَمِيس ويومها وَفِي وسط لَيْلَة الْجُمُعَة خرج الامر بدفنهما وَدفن جمَاعَة من اصحابهما قتلوا ذَلِك الْيَوْم وهم ولد ابْن المقاولة وَعبد حَرْبَة صوان والمملوك ارقوس قَاتل على صَالح وشفلوت على بَاب تعز وَهَؤُلَاء هم المتحققون دفنُوا بديمة كَانَت بمنزل الْقَيْسِي واما صَالح وَابْنه فدفنا بمقابر الْمُسلمين فِي قبر وَاحِد وَلم ينصب وشفلوت يُسمى سعلة قطعت رجله من فَوق الرّكْبَة وَفِي عشى يَوْم الْجُمُعَة كحل حيد يُسمى ابْن الصحى وحوايج كاش يُسمى المصبري كل مِنْهُم غُلَام صَالح

وَمن عَجِيب الِاتِّفَاق ان الثِّقَة اخبر انه كَانَ بَات لَيْلَة الاربعاء الَّتِي قتل صَالح قبلهَا بساعات شاع وَقت الْعشَاء قتل صَالح لَا يعلم من اشاعة وَمن ذَلِك مَا اخبر ثِقَة انه تِلْكَ اللَّيْلَة ايضا بحصن المجمعة فَلَمَّا كَانَ نصف اللَّيْل اذ نَادِي مُنَادِي الى الْحصن يخبر بقتل صَالح وَهَذَا امْر لم يعْهَد فِي طَاقَة الانس فانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015