نَاجِي الْخَمِيس بعسكر جيد وطبلخانه هِيَ اربعة أحمال فَلبث اياما وَعند قدومه دخل على السُّلْطَان الْقصر وَقدم فرسا وهدايا اخرى وَضربت لَهُ خيمة خَارج الْبَلَد فَخرج اليها بعد السَّلَام والحضور وَهُوَ من احسن من وصل وساطة بَين السُّلْطَان وَالنَّاس احسنهم مُرَاعَاة لمن لَاذَ بِهِ ثمَّ انه يسْتَعْمل سماطا كل يَوْم يَأْكُل مِنْهُ كل وَاحِد يَقْصِدهُ يعمر من حَضَره وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس سرق من خيمته أَشْيَاء لَا ادري حَقِيقَتهَا وَفِي الْخَمِيس الثَّانِي من رَجَب تقدم الامير خازندار فنبه ثمَّ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر الشَّهْر قتل عبد الْملك قطب عبد الامير السنبلي وَاجْتمعَ الشفاليت وهموا يفتنة عَظِيمَة فَقَامَ الامير زعيم الدّين بالامر واقاد فرسا للسنبلي وَحين وصل بِهِ اليه قَالَ مسدلا للْعَبد الْمَقْتُول مَاذَا الْمليح كل يَوْم يقتل منا وَاحِد يعادله فرسا ثمَّ اخْتَرَطَ سَيْفه وَضرب بِهِ رجلى الْفرس فَانْقَطَعت احدهما فاستقبح ذَلِك وهرب العَبْد الى بَيت السنبيلي وَكَانَ على بَاب السُّلْطَان فَتقدم بَيته غاضبا فَوجدَ العَبْد قد سبقه وَأمر بكفنه وجر فريسا وَتقدم بِهِ بَاب الزعيم فحين وَصله أَمر بعض الشفاليت أَن يعقره فاخترط سَيْفه وَضرب رجْلي الْفرس مرَارًا فَلم يقطع وَالْعَبْد قَاسم مكفوت فابتدر السنبلي وَاخْتَرَطَ سَيْفه وَضرب بِهِ رجْلي الْفرس فعقره بضربة وَاحِدَة ثمَّ اراد ان يضْرب رَقَبَة العَبْد فصاح بِهِ الزعيم ان لَا يفعل وحنق على الْحَاضِرين حِين لم يفرعوا عَن الْفرس ثمَّ خرج مسرعا فلاطف السنبلي بِكَلَام حسن صفي الْورْد وتصافيا وَأمر الزعيم باطلاق العَبْد وخلع عَلَيْهِ فوطة كَانَت عَلَيْهِ تَسَاوِي اربعين دِينَارا وَفِي اثناء شغلهمْ بذلك لقى جمَاعَة من الشفاليت العَبْد العقاتل فَقَتَلُوهُ بِالسوقِ الْكَبِير وطفى الشَّرّ بلطف الله ثمَّ حسن تَدْبِير الزعيم وَفِي ثَانِي ذَلِك الْيَوْم غزى السُّلْطَان بِنَفسِهِ وَادي عميد وانتهب الْعَسْكَر مِنْهُ بِذِي السّلف جملَة من الدَّوَابّ وَفِي منتصف الشَّهْر قتل ولد عمرَان المفلسي مُحَمَّد مَكْنُون ظلما وعدوانا وَفِي مستهل شعْبَان جرد السُّلْطَان