الأمة وكلها مسائل فرعية، وجعلوها معيارًا لتصنيف المسلمين، وامتحانًا لتقسيمهم، ورُوِّج لدى طوائف كثيرة من الناس أنها قطعية لا خلاف فيها، وأن الحق معهم وحدهم، وأن القائل بغير ما يقولونه مارق فاسق منحرف أو على أقل تقدير غير ملتزم ومتساهل، أو يُتَّهم بأنه ليس متبعًا للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فشغلوا المسلمين بهذه المسائل، التي مذهبهم فيها غالبًا ما يكون ضعيفًا أو شاذًّا ... ونؤكد أنه لا يجوز أن نقع في جَعْل هذه المسائل المعيار الذي نقسم به المسلمين، بل المعيار يجب أن يكون حب الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وما اتفقت عليه الأمة من أصول، وقد تم اختيار 17 مسألة فقط من مسائلهم».
هذا ما قاله المفتي، ولكنه ناقض نفسه وخالف كلامه هذا كما يلي، ونحن نحاكمه إلى ما كتبه في كتابه:
أ- اتهم المفتي السلفيين بأنهم شغلوا المسلمين بهذه المسائل، وفي هذا اتهام لعلماء المسلمين الذين تكلموا في تلك المسائل، وفيه اتهام للمفتي نفسه الذي أخرج كتابه وشغل المسلمين بتلك المسائل.
ب- قال المفتي إن هذه المسائل كلها فرعية، وإن السلفيين جعلوها معيارًا لتصنيف المسلمين، ومع أن هذا خلاف الحقيقة فقد عاد المفتي وجعل تلك المسائل معيارًا لتصنيف المسلمين، فكتاب المفتي يتهم السلفيين بالتشدد لمجرد أنهم خالفوه في تلك المسائل.
ج- قال المفتي إن هذه المسائل، مذهب السلفيين فيها غالبًا ما يكون ضعيفًا أو شاذًّا، ومعنى ذلك - عنده – أنه اعترف بأن بعضها أو قليلًا منها مذهب السلفيين فيه صحيح، وهذا ما لم يذكره المفتي في أيٍّ من تلك المسائل.
د – اتهم المفتي السلفيين بأنهم يتهمون من يقول بغير ما يقولونه بأنه مارق فاسق منحرف أو على أقل تقدير غير ملتزم ومتساهل، ورغم أن ذلك الاتهام مخالف للحقيقة، عاد المفتي واتهم السلفيين الذين يقولون بغير قوله بأنهم (متشددون وآراء أغلبهم واتجاهاتهم وسلوكهم ومواقفهم وأحكامهم على الأشياء باطلة (ص12)، وأن عندهم عقلية الانطباع والهوى (ص15)، وأنهم متمردون منعزلون لا يثقون فى العلماء