المماليك البحرية وحليفهم الأيوبي وبفضل شجاعة ((سيف قطز)) تم القضاء عل هذا الخطر الأيوبي بيد أنه كان على قطز أن يواصل ترتيب أمور المملكة في الداخل وبعد أن واجه الخطر الخارجي، فقد قبض على جماعة من الأمراء لميلهم إلى ((الملك المغيث عمر)) في هذا الشهر نفسه، وهم: الأمير ((عز الدين آيبك الرومي الصالحي))، والأمير ((سيف بلبان الكافوري الصالحي الأشرفي))، والأمير ((بدر الدين بكتوت الأشرفي))، والأمير ((بدر الدين بلغان الأشرفي)) وغيرهم، وضرب أعناقهم في السادس والعشرين من ربيع الأول واستولى على أموالهم كلها (?)، وبذلك إزدادت القامة السياسية لسيف الدين قظز طولاً، ولكن الدولة التي يحكمها سلطان في سن الصبى بدت واهنة ضعيفة وغير قادرة على تحمل مؤامرات الصغار ولعبهم بأقدار البلاد والعباد، ثم بدا صدى طبول الحرب التتارية يتردد على حدود السلطنة الوليدة، ولم يكن بوسع السلطان الصبي ((نور الدين علي)) أن يفعل شيئاً إزاء هذا الخطر الداهم، فقد كان يقضي وقته في ركوب الحمير والتنزه في القلعة .. ويلعب بالحمام مع الخدم (?)، ومع كل خبر جديد عن وحشية التتار كانت الأحوال تزداد إضطراباً والقلق يفترس نفوس الناس (?). وتعين على الأمير سيف الدين قطز نائب السلطنة أن يخطو الخطوة الأخيرة نحو العرش من ناحية وتدعيم نفوذه السياسي الداخلي من ناحية أخرى والاستعداد لمواجهة التتار، من ناحية ثالثة (?)،
ومع اقتراب جحافل التتار من الشام أرسل الملك الناصر المؤرخ والفقيه المعروف كمال بن العديم إلى مصر يستنجد بعساكرها وهكذا بدأت الحرب تطل بوجها المرعب، على الساحة السياسية في مصر، وكان النجم الساطع في تلك الساحة هو الأمير ((سيف الدين قطز))، ولما قدم ابن العديم إلى القاهرة، عقد مجلس بالقلعة حضره السلطان الصبي الملك المنصور نور الدين علي، وحضره كبار أهل الرأي من الفقهاء والقضاة، مثل: قاضي القضاة بدر الدين حسن السنجاري، والشيخ عز الدين بن عبد السلام، وكان سيف الدين قطز بين الحاضرين، وسألهم الحاضرون عن أخذ الأموال من الناس لانفاقها على الجنود فأفتى الشيخ عز الدين بفتوته المشهورة التي يأتي تفصيلها عند الحديث عن عين جالوت بإذن الله تعالى، وكان هذا الاجتماع من الأدوات السياسية التي أحسن سيف الدين قطز استغلالها للوصول إلى هدفه النهائي، عرش مصر وقتال التتار، وكان ذلك الاجتماع الذي عقد بحضور