والشرقية وأطلق عليهم إسم العرب المزارعة، وكان هؤلاء الأعراب يقومون بفلاحة الأرض على مقربة من القرى القديمة الآهلة بالفلاحين من أهالي البلاد، غير أنه يلاحظ أن هؤلاء الأعراب كانوا يتمتعون بمركز إجتماعي أعلى مرتبة من الفلاحين بسبب المساعدات الحربية التي كانوا يؤدونها للدولة في وقت الحرب ولا سيما إبان الحروب الصليبية وكان مشايخ العربان تقع عليهم تبعة حفظ النظام في القرى والأرياف كذلك مساهمتهم في الإنتاج الزراعي ودفع الخراج، وكان تعسف أمراء المماليك في تحديد أثمان المنتجات الزراعية وإحتكارها والتلاعب في أسعارها أحياناً، من الأسباب التي دفعت بهؤلاء المزارعين العرب إلى القيام بثورات متعددة طول العصر المملوكي وهذه الثورات عرفت في الكتب المعاصرة باسم ((فساد العربان))، وكانت تنتهي في العادة بهزيمة العرب، نظراً لبراعة المماليك في فنون القتال (?)،
وتجريد العرب من وسائل الدفاع المؤثرة، ففي منشور صدر في عصر المماليك جاء ما يلى: ... فلا يمكن أحداً من العربان ولا من الفلاحين أن يركب فرساً فإنما يعدها للخيانة مختلساً ولا يكون لها مرتبطاً ولا محتسباً، وكن لهم ملاقياً مراقباً، فمن فعل ذلك فانتقم منه بما رسمنا معاقباً ولا تمكنهم من حمل السلاح، ولا ابتياعه ولا استعارته ولا استيداعه وتفقد من بالأقاليم من تجارة وصناعة فخذ بالقيمة ما عند التجار، وأقمع بذلك نفس الفجار وأخرم نار العذاب على من أخرم لعمل ذلك النار (?). وورد في منشور آخر ما يلي: ... ولا يمكن أحداً من العربان بجميع الوجه القبلي أن يركب فرساً ولا يقتنيه ويكفي بذلك الأيدي المعتدية فإن المصلحة لمنعهم من ركوبها مقتضية ... ومن وجد من العربان خالف المرسوم الشريف من منعه من ركوب الخيل كائناً من كان ضرب عنقه وأرهقه من البطش بما أرهقه ليرتجع به أمثاله، ولا يتسع لأحد في الشرق مجاله (?)، ويرجع أسباب الصراع القائم بين العرب والمماليك إلى أن المماليك الذين أستولوا على الحكم لم يكونوا من أهل البلاد وإنما كانوا مجرد وافدين لأغراض حربية، فحسب، كما أنهم لم يرتبطوا مع الشعب المصري بروابط المصاهرة والنسب وظلوا منعزلين عن أفراد الشعب ومع ذلك فإنه إذا كان للمماليك دور فعال في الدفاع عن مصر وحمايتها من أعدائها فإن للمصريين والعرب دورهم أيضاً في الدفاع بنفس