العلم، وقوته في الجسم، فهذا دليل على أن قيادة الأمة تسند إلى من لديه علم واسع، وهو قوي جسيم حتى يتحمل مشاق هذا المنصب (?)، ومن المعلوم أن المرأة ضعيفة الجسم والبنية لا تستطيع تحمل المشاق مثل الرجل، وهذا أمر فطري، فلهذا لا يسند إليها قيادة البلد (?).

ب ـ السنة: قال صلى الله عليه وسلم: لن يُفلح قوم ولوْا أمرهم امرأة (?):

إن الذكورة شرط في أهلية الولاية العامة بالاتفاق، وأجمعت الأمة في العصور الأولى من الصحابة والتابعين،. وتابعيهم والأئمة والفقهاء والعلماء والمحدثين والمفسرين على اختلاف مذاهبهم، أجمعوا على أن لا تصلح المرأة للأمامة الكبرى، ولا تجوز توليتها رياسة المملكة، كذلك رياسة الوزارة في النظام البرلماني لأن لها صلاحيات مثل صلاحيات الإمام. وعلى هذا دلت الأدلة الصحيحة من الكتاب، والسنة وهي ظاهرة في دلالتها ويقتضيه العقل والقياس، والحكمة في خلقة المرأة وتكوينها النفسي والجسدي، والاعتراضات الموجهة إلى حديث صحيح البخاري مردودة، ليس فيها شيء من القوة، إذ تلقته الأمة بالقبول والمعترضون لا يريدون إلا التشكيك في الحديث النبوي وأما القول المعارض الذي حدث متأخراً فليس له دليل صحيح من الكتاب والسنة، بل هي شبهات من اجتهاد بعض أفراد الأمة، أو أفعال من لا ينظر إلى عمله ولا يحتج بفعله (?).

ثانياً: سلطنة عز الدين آيبك:

تولى عرش مصر السلطان أيبك التركماني وتلقب باللقب السلطاني"الملك المعز" ولم يكن أيبك في الواقع أكبر أمراء المماليك سناً أو أقدمهم خدمة، أو أقواهم مكانة ونفوذاً إذ يوجد من هم أكبر وأقدم وأقدر منه مثل فارس الدين أقطاي والظاهر بيبرس وهذه الحالة الإستثنائية في نظام التدرج المملوكي جعلت بعض المؤرخين مثل أبي المحاسن في كتابة النجوم الزاهرة؛ يتهم أيبك بضعف النفوذ والشوكة وأن الأمراء لم ينتخبوه إلا لكي يتمكنوا من عزله متى شاءوا (?) غير أن الحوادث دلت على أن أيبك رجل يمتاز بصفات السياسة والحزم والشجاعة، ولم يكن ضعيف الشخصية كما يصوره بعض المؤرخين، ويبدو أن أبا المحاسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015