ومما قاله الشعراء في إنكارهم على تولي شجرة الدُّر السلطنة:
النساء ناقصات عقل ودين
ما رأين لهنَّ رأياً سنيّا
ولأجل الكمال لم يجعل الله
تعالى من النساء نبيّا (?)
لقد اضطربت الأمور على المستوى الشعبي العام، وعارض الفقهاء والمتعلمون جلوس ((شجرة الدُّر)) على عرش السلطنة، وأدركت السلطانة وزعماء المماليك أنهم يسبحون ضد تيار عارم، لا بد وأن يغرقهم في موجاته (?)، وبعد ثمانين يوماً تنازلت ((شجرة الدُّر)) في الحكم لواحد اختارته بعناية من أمراء المماليك هو عز الدين أيبك التركماني الصالحي، الذي اشتهر بعزوفه عن الصراع حتى ظن الجميع أنه ضعيف، وقبل أمراء المماليك الأقوياء زواجه من شجرة الدُّر وجلوسه على عرش السلطانة، بل أن بعضهم قال: متى أردنا صرفه أمكننا ذلك لعدم شوكته (?)، وبالفعل تزوجت شجرة الدُّر من عز الدين آيبك، ثم تنازلت له عن الحكم، وتم هذا التنازل في أواخر جمادى الثانية من السنة نفسها سنة 648 هـ. وهكذا في غصون سنة واحدة فقط جلس على كرسي الحكم في مصر أربعة ملوك وهم الملك الصالح أيوب ـ رحمه الله ـ ثم مات، فتولى توران شاه ابنه، ثم قتل، فتولت شجرة الدر، ثم تنازلت، فتولى عز الدين أيبك التركماني الصالحي (?).
8 ـ حكم تولى المرأة للولاية العامة: اتفق فقهاء الإسلام على اختلاف مذاهبهم ـ على عدم جواز المرأة لمنصب الإمامة العظمى، وأن الذكورة شرط أساسي فيمن يتولى هذا المنصب (?)، حتى الذين ينادون بحقوق المرأة السياسية، ويؤيدون تدخلها في أمور السياسة، أكثرهم لا يجيزون توليها لهذا المنصب ويقولون بقصر الرياسة أو رياسة الوزارة على الرجل دون المرأة (?)، ولا شك أن أصحاب هذا الرأي يرون رياسة الوزارة في النظام البرلماني مثل منصب الرياسة أو الإمامة الكبرى في النظام الإسلامي (?)، واستدلوا على صحة هذا القول بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول.
أـ الكتاب:
ـ قوله تعالى:"الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا