وفي رواية أن الخطبة التي كان يخطب بها لشجرة الدرّ على المنابر، لما بويعت بالحكم من بعد الدعاء للخليفة العباسي هي التالية: ربنا احفظ ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين، الجهة الصالحة، أم خليل المستعصية، صاحبة السلطان الملك الصالح (?).
4 ـ نقش توقيعها: وأيا يكن، فإن شجرة الدرّ، هذه هي التي راح الناس يدعون لها، ويخطبون، نقشت إسمها على النقود المتداولة في ذلك الزمان، وكانت صبغة النقش هي التالية: المستعصمة الصالحية، ملكة المسلمين، والدة المنصور خليل (?).
5 ـ الاحتفال بتنصيبها: ما إن تمّ إعلان خبر تولية شجرة الدرّ ملكة على المصريين حتى راح كبار القادة والأمراء يفدون على المليكة وقد تربعت على دست الحكم في قاعة الإيوان الذي كان بناه الملك الصالح حيث النقوش الذهبية، والأعمدة الشاهقة المغطاة بالأبنوس والرخام، وحيث الفُرش والزرابي والطنافس والأرائك، ولقد ضاقت باحة القصر الخارجية بعامة الناس الذي أذهلهم الإعلان عن شجرة الدرّ أنها ملكة المصريين ما بين مصدِّق للخبر، أو مكذب له، فكنت ترى مواكب الصناع والتجار، والفلاحين والجند، والراقصين والمغنّيين والخدم والحشم (?)، على اية حال، قبضت ((شجرة الدر)) على زمام الحكم بيد من حديد، ووجهت إهتمامها للتخلص من بقايا الحملة الصليبية السابعة، ثم أخذت تتقرب إلى العامة والخاصة من رعاياها (?).
تفجرت ثورات من الغضب في العالم الإسلامي وحاولت شجرة الدُّر أن تُجمل الصورة قدر استطاعتها وتقربت إلى العلماء والعامة، إلا أن ذلك ذهب في إدراج الرياح وقامت المظاهرات العارمة على المستوى الشعبي في القاهرة في كل أنحائها، وقام العلماء والخطباء ينددون بذلك على منابرهم، وفي دروسهم وفي المحافل العامة، والخاصة وكان من أشد العلماء غضباً وإنكاراً الشيخ الجليل ((العز بن عبد السلام)) رحمه الله (?)، وأرسل الخليفة العباسي من بغداد إلى الأمراء الذين كانوا بمصر يقول لهم: إعلمونا إن كان ما بقي في مصر عندكم من الرجال من يصلح للسلطنة، فنحن نرسل إليكم من يصلح لها، أما سمعتم في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يفلح قوم ولّوا أمره امرأة (?)،