من دارا (?) التابعة لتمرتاش، وانتصر عليهم. كانت النتيجة الفورية للمعركة سيطرة عماد الدين زنكي على عدد من المواقع القريبة كحصن سرجي (?) ودارا (?)، وحتى يعرقل توغله في المنطقة، قرَّر داود مهاجمة جزيرة ابن عمر التابعة للموصل، مما دفع عماد الدين زنكي إلى ترك ديار بكر والتوجه إليه لإيقافه عند حده لكنه لم يتمكَّن من التوغل بعيداً بسبب وعورة المسالك، وانتشار التركمان في المنطقة، فاكتفى باستقطاب السكان في الجهات التي بلغها ثم قفل عائداً (?).
3 - أساليب سياسية من عماد الدين زنكي لإحداث إنشقاق وتنافر في صفوف الأراتقة: أدرك زنكي، أثر هذه الأحداث، مدى الخطر الذي يشكله التحالف بين أمراء ديار بكر ضد مطامحه في المنطقة، فرأى أن يلجأ إلى الأساليب السياسية علها تتيح له إحداث إنشقاق وتنافر في صفوف أولئك الأمراء كي يسهل عليه - بعد ذلك - اقتطاع أراضيهم وممتلكاتهم. وأعتقد أن خير ما يبدأ به خططه السياسية هو إيجاد تحالف متين مع أحد هؤلاء الأمراء والاستعانة به ضد الآخرين وكان من الصعب عليه تحقيق هذا التحالف مع غريمه اللدود ركن الدولة، لما كان يتميز به هذا من حقد ورغبة بإنزال الضربات بعدوه وتحين الفرص للانقضاض على ممتلكاته (?)، كما أن زنكي لم يشأ أن يتخذ من صاحب آمد حليفاً له، لضعف إمكانياته وعدم قدرته على تقديم مساعدات مجدية في حالة نشوب قتال بين أمير الموصل والأراتقة، ولم يبق أمامه إذن سوى حسام الدين تمرتاش الذي كان أكثر مرونة من ابن عمه داود، لذ أخذ يتقرب إليه، وأوقف مهاجمته لممتلكاته وسرعان ما أحس الأمير الأرتقي باتجاه زنكي الودي منه، ورأى أن التضحية بابن عمه داود لابد منها في سبيل كسب حليفه الجديد، وائتمان جانبه، والسعي - عن طريق هذا التحالف - للحصول على مزيد من المكاسب في المنطقة (?).
أ- مهاجمة حصن آمد: شهد عام 528هـ لقاء ودياً بين الحليفين أنطلق بعده مباشرة لمهاجمة الحصن المنيع آمد، وفرضا الحصار عليه، فأرسل صاحبه سعد الدولة ايكلدي (503هـ - 536هـ) يستنجد بداود الأرتقي، وسرعان ما جمع هذا جيوشه ومتطوعيه من