التركمان وأتجه لفك الحصار عن آمد، وهناك عند أسوار هذا الحصن حدث اللقاء بين الطرفين في أواخر جمادي الآخرة من ذلك العام، وانتهى القتال بهزيمة داود وأسر ولده ومقتل عدد من جنده، بينما استمر حصار زنكي وحليفه لهدفهما المنيع، وكي يلقيا الفزع واليأس في نفوس أصحابه قاما بتخريب واسع النطاق في البساتين والمزارع المجاورة إلا أن آمد صمدت وأقنعت المهاجمين بعدم جدوى البقاء طويلاً ورضي زنكي من صاحبها - لقاء فك الحصار تقديم مقدار من المال (?) ثم اتجه الحليفان بعد ذلك إلى قلعة الصَوْر (?) القريبة وهي من ممتلكات داوود ويحكمها ابنه قرا أرسلان فحاصراها وأرغماها على الاستسلام، وأهداها عماد الدين زنكي لحليفه تقديراً لمساعداته وتأكيداً لتحالفهما (?).

ب- اتساع شقة الخلاف بين تمرتاش وبين ابن عمه داود: نتيجة لهذا الانقسام في الصف الأرتقي، اتسعت شقة الخلاف بين تمرتاش وبين ابن عمه داوود وبدت في الأفق السياسي بوادر نزاع مسلح بينهما في الوقت الذي ازداد فيه التحالف بين تمرتاش وعماد الدين زنكي متانة وصلابة. وقام الحليفان بشن هجوم مشترك على جبل جور (?) والسيوان في عام (530هـ) وتمكّنا من ضمهما، ومنحهما زنكي لحليفه تماشياً مع خطته في تقوية التحالف معه (?)، وأدت هذه الانتصارات السريعة إلى إلقاء الرعب في روع قرا أرسلان بن داود الذي أدرك أنه أمام عدو صلب قوي وبالتالي عدم جدوى المقاومة، فغادر المنطقة إلى قاعدة أبيه في حصن كيفا، تاركاً مناطق ولايته لقمة سائغة في يد عماد الدين زنكي، وحاول تمرتاش الإفادة من تحالفه مع عماد الدين زنكي في توسيع رقعة إمارته بضم بعض المواقع القريبة، وتمكَّن في عام (530هـ/1136م) من ضم قلعة الهتَّاخ (?)، وهي آخر الحصون المروانية في ديار بكر (?).

ج- تعّرض التحالف الزنكي الأرتقي إلى الهتزاز: تعّرض التحالف الزنكي - الأرتقي إلى الاهتزاز في عام (533هـ/1138م) وبدا في الأفق السياسي ما يشير إلى فتور في العلاقات بين الحليفين ويبدو أن مرد ذلك يعود إلى:

- التجاء الأمير أبي بكر، نائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015