الطريق إلى المكانة الكبيرة التي تمتعت بها في عهد ابنه نور الدين محمود (?).

2 - الأكراد الحميدية: بدأ عماد الدين زنكي يضَّم مناطق الأكراد الحميدية بسبب قرب حصونهم من الموصل. وكان الحميديون يقومون في كثير من الأحيان بمهاجمة قرى ومزارع الموصل الشرقية ونهب فلاحيها، مما سببَّ قلقاً وخوفاً لفلاحي الموصل، وعندما أسس عماد الدين زنكي إمارة الموصل، أقَّر الأمير عيسى الحميدي على ولايته ولم يعترضه بشيء مما في يده (?) إلا أن الأمير المذكور سرعان ما خرج على طاعة زنكي لدى حصار الخليفة المسترشد الموصل عام 527هـ، حيث انضم إليه بجيوشه وأمده بالأقوات، وحشد له عدداً كبيراً من الأكراد، وما أن فشل الحصار وانسحب المسترشد عائداً إلى بغداد حتى بدأ زنكي هجومه على قلاع الحميدية، فحاصرها وقاتلها قتالاً شديداً حتى أنه حمل بنفسه على حامية العقر وصعد في جبلها المرتفع إلى سورها فوصلت طعنته إليه (?)، ثم ما لبث أن استولى عليها 527هـ منهياً بذلك أسباب القلق والخوف التي كانت تسببه هجمات الحميديين على فلاحي الموصل (?)، الأمر الذي أدى - ولا ريب - إلى عود ازدهار الحياة الزراعية والتجارية في المنطقة (?) ونتيجة لضمَّ قلاع الحميدية، حقق عماد الدين زنكي هدفين:

الأول: أمَّن المركز العسكري المسيطر على أمن الموصل بفعل ما كانت تشغله الإمارة الحميدية في موقع هام.

الثاني: حصل على موطئ قدم مهد الطريق أمامه للتوغل في بلاد الأكراد الجبلية (?).

3 - الأكراد الهكارية: أدرك أبو الهيجاء الهكاري، صاحب قلعة آشب، مدى قوة عماد الدين زنكي، وخطورة النصر الذي حققه على وضع الأكراد بعامة، فاستعطفه بمبلغ من المال، وتوسل إليه ألا يتعرض له، ثم ما لبث أن قدم إلى الموصل لإعلان ولائه (?)، والجدير بالذكر أن طائفة من الأكراد الهكارية تقطن في المنطقة المعروفة بهكاريا إلى الشمال في نهر الخابور الذي يصب في أعالي دجلة، وكانت قلعة آشب مركزهم الرئيسي وتنتشر حولها عدة قرى زراعية ترتبط بها وتؤمَّن لها التموين الغذائي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015