الدين أيوب (?)، فأقام هذه المعابر على دجلة وجهز عدداً من السفن لنقله وقواته إلى الضفة الأخرى التي تقع عليها مدينة تكريت وهناك أحسن نجم الدين إلى زنكي وجنده، وداوى جراحهم، وقدم إليهم سائر ما يحتاجون إليه، وبعد أسبوعين غادر زنكي وأتباعه تكريت مودعين بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وإكرام (?) وأخذ يرسل الهدايا إلى نجم الدين تباعاً اعترافاً منه بفضله وحسن ضيافته (?). وعندما بلغ
بهروز- شحنة بغداد - موقف نائبه في تكريت من زنكي بعث إليه رسولاً ليعاتبه على إحسانه لعدو سلاجقة العراق وإطلاق سراحه بعد أن كان قد وقع في يديه (?)، وأزداد حرج بهروز لدى قيام أسد الدين شيركوه بقتل أحد سكان تكريت بسبب تعرضه لإحدى النساء، واضطّر إلى إصدار أمره إلى نجم الدين بمغادرة تكريت وجميع أفراد عائلته، ولم يكن باستطاعة بهروز معاقبة أسد الدين شيركوه لما بين الطرفين من صداقة قديمة ترجع إلى زمن أبيه (?) في هذه الفترة الحرجة من أواخر عام 532هـ ولد صلاح الدين لنجم الدين أيوب، واضطرت العائلة لمغادرة تكريت، وربما كان ذلك في الليلة التي ولد فيها الطفل المذكور (?)، ولم يكن هناك ملجأ أكثر أمناً لهذه العائلة الطريدة من كنف الأمير الذي أحسنوا إليه قبل عدة أعوام، ولم ينس زنكي الإحسان فاستقبل عائلة بني أيوب أحسن استقبال، وأقطع رجالاتها الاقطاعات الواسعة (?) وأتاح للأخوين نجم الدين وأسد الدين الانخراط في قواته (?) والاشراف على تربية أبنائه (?)، والاشتراك في الحروب التي خاضها في الشام ضد الصليبيين (?)، وظلت العائلة الأيوبية تنعم بحماية عماد الدين زنكي، وأخذت علاقاتها به تزداد وثوقاً يوماً بعد يوم وعندما استولى على بعلبك عام 534هـ عين نجم الدين أيوب والياً عليها وأقطعه ثلثها (?)، فاستقر هناك هو وأفراد العائلة الأيوبية (?)،
وظل يمارس مهام عمله كوال لزنكي حتى مقتل الأخير عام 541هـ، وكان صلاح الدين خلال تلك الفترة قد ترعرع في كنف والده، وبدت عليه سمات النجابة والذكاء والتمعت عيناه ببريق القوة (?). وهكذا قدر لعماد الدين زنكي أن يلعب دوراً هاماً في إظهار العائلة الأيوبية في المجالات السياسية والعسكرية والإدارية، وأن يمهد لها