وإنهاء حالة الحرب (?)، وأضحى عماد الدين زنكي على الرغم من ضعف موقفه، القوة التي تتطلع إليها الأطراف المتنازعة لاستقطابها، وهكذا استمالة أعوان المقتفي، إلى جانبهم وكافأة الخليفة، بأن أقطعه بعض أملاكه وزاد في ألقابه (?)، واضطر تحت ضغط الأحداث السياسية والعسكرية إلى التخلي عن حليفه الراشد كانت التقلبات السياسية السريعة بعماد الدين زنكي تهدف إلى ضمان استمرار حكمه، وتحقيق وحدة الصف الإسلامي في الموصل والجزيرة والشام لتكوين جبهة إسلامية موحّدة تقف في وجه الصليبيين (?)، وكان من الطبيعي أن تتحسن العلاقات بينه وبين السلطان مسعود الذي أرسل إليه في شهر ربيع الأول عام 532هـ/ شهر تشرين الثاني عام 1137م التشريف الكامل والخلع (?)، وأدرك عماد الدين زنكي خطورة الأوضاع في شمالي الشام بفعل تهديد الصليبيين لمدينة حلب التي كانت تعاني من الفوضى في ظل صراع على السلطة بعد وفاة حاكمها إيلغازي الأرتقي في شهر رمضان عام 516هـ/1122م، فأرسل قاضيه الشهرزوري ليشرح للسلطان هذا الوضع، ويطلب منه مساعدة عسكرية لإبعاد الصليبيين عن المنطقة (?)
ونجح الشهر زوري في مهمته، وتمكّن من إقناع السلطان بإمداده بقوة عسكرية إلا أن رسالة عاجلة وصلت إلى بغداد من عماد الدين زنكي، أفادت بأن الصليبيين رحلوا عن حلب، وأنه لم يعد بحاجة، إلى المدد العسكري وتدليلاً على العلاقات الجيدة بين السلطنة السلجوقية والدولة الزنكية، فقد أرسل السلطان مسعود رسالة تهنئة إلى عماد الدين زنكي وهو على أبواب حمص بمناسبة انتصاره على الصليبيين وخلع عليه الخلع السلطانية، إلا أن هذه العلاقات تبدَّلت في عام 538هـ/1143م حين حاول السلطان مسعود الذي خشي من طموحات عماد الدين زنكي واتساع رقعة إمارته، وتنامي قوته العسكرية، توجيه ضربة حاسمة له، معتقداً بأنه وراء القلاقل التي كان يقوم بها أمراء الأطراف ضد حكمه في العراق وأن هؤلاء لا يلتزمون بسياسته والراجح أن عماد الدين زنكي هدف إلى إلهاء السلطان لمنعه من مضايقته وبذلك يستطيع وهو مطمئن أن يؤطد نفوذه في الموصل ويوسع رقعة أملاكه على حساب الأمراء المسلمين المجاورين، ويحارب الصليبيين (?). ولما علم بنوايا السلطان أرسل إليه يستعطفه ويستميله وفعلاً جرت مفاوضات بين الطرفين أدّت إلى إعادة الوفاق بينهما وكان من أهم بنود الصلح أن: