الخليفة الجديد وبين السلطان مسعود واجتمع لدى الراشد عدد من الأمراء المناهضين للسلطان، وجندوا له العمل على إسقاطه والمجئ بسلطان جديد يرتضونه (?) وفي مستهل صفر عام 530هـ وصل زنكي بغداد قادماً من الشام بعد أن استدعاه الراشد واتفق معه على إعلان الخطبة لألب أرسلان المقيم في الموصل (?)، وانضم إلى الأمراء الذين كانوا قد حرضوا الخليفة على إعلان العصيان ضد السلطان مسعود (?)، وجد الخليفة أن الفرصة قد سنحت للبدء بالعمل، فألغى الخطبة لمسعود وحولها لداود بن محمود، خلافاً لما تم الاتفاق عليه مع زنكي (?).

وقام السلطان الجديد بتعيين شحنة له في العراق، ولم يمض على ذلك سوى وقت قصير حتى دبت الخلافات بين الراشد وسائر الأمراء بسبب المنافسات والأحقاد القديمة (?) واتفق المتحالفون على توجيه ضربتهم للسلطان مسعود في بلاد فارس نفسها، إلا أنهم ما أن قطعوا مسافة قصيرة حتى ورد خبر بتوجه مسعود على رأس قواته صواب بغداد، فارتأوا أن يعودوا إليها لاتخاذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لصد الهجوم (?) ومالبث السلطان مسعود أن فرض الحصار على بغداد، وجرت مناوشات ومعارك جانبية بين الطرفين لم تستقر عن نتيجة حاسمة وسعى الخليفة إلى إحلال الصلح وإنهاء الصلح وإنهاء دون جدوى وأخذت الأوضاع داخل بغداد تزداد سوءاً يوماً بعد يوم (?)، ونجح السلطان مسعود في دخول بغداد وخلعه عن سدة الخلافة وولىّ المقتفي لأمر الله مكانه في شهر ذي الحجة عام 530هـ أيلول عام 1136م (?)، وغادر الراشد بغداد متوجهاً إلى الموصل بصحبة عماد الدين زنكي، والجدير بالذكر أن الخطبة للمقتفي اقتصرت على بعض أنحاء العراق بينما استمرت مناطق الموصل والجزيرة وبلاد الشام تخطب للراشد الذي كان يتمتع بحماية عماد الدين زنكي (?).

سادساً: مصالحة عماد الدين زنكي للسلطان مسعود:

لم يدم التحالف طويلاً بين عماد الدين زنكي والراشد فقد شعر كل منهما بضعف موقفه أمام موقف السلطان والخليفة الجديد لذلك أسرعا بإرسال الرسل للتوسط لديهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015