القديمة مع عمه سنجر (?) وأثناء المباحثات التي جرت بينهما طلب سنجر من ابن أخيه محمود أن:
* يعزل عماد الدين زنكي عن الموصل والجزيرة وبلاد الشام ويوليها لدُبَيس.
* يطلب من الخليفة تحسين علاقاته به بعد المشاكل التي أثارها ضد الخلافة (?).
ويبدو أن محموداً استجاب لطلب عمه، فعندما وصل إلى بغداد في مطلع عام 523هـ/آخر عام 1128م) سعى لدى الخليفة المسترشد بالله لتحقيق ذلك، كما طلب من عماد الدين زنكي التخلي عن منصبه وتسليمه لُدبَيس (?).
كان هذا الطلب كافياً للقضاء على آمال عماد الدين زنكي وتطلعاته السياسية، لذلك تحرك على وجه السرعة لإحباط هذا التدبير، فقدم إلى بغداد، وتمكّن بعد مباحثات طويلة من إقناع السلطان بضرورة إبقائه على ولاية الموصل لمجابهة الصليبيين، كما أكَّد طاعته وإخلاصه له فخلع عليه وجّدد له ولايته، وكتب له منشوراً جديداً بحكم الموصل والجزيرة والشام، تأكيداً لمنشور عام 521هـ (?) وقد ساعدت عماد الدين زنكي مجموعة من العوامل على بقائه في منصبه منها ما بذله الخليفة من جهود لتثبيت زنكي على الموصل بدافع من كراهيته العميقة لدبيس، حتى أنه أرسل إلى السلطان محمود يقول له: إن دبيساً أعان الفرنجة ضد المسلمين فكيف توليه (?) وكان دبيس قد انضم إلى الصليبيين - وهو من الطائفة الشيعية الاثني عشرية - بعد هزيمة 517هـ وأسهم معهم في حصار حلب طمعاً بالاستيلاء عليها وحكمها نيابة عنهم.
* لم يكن أهالي بغداد أقل كراهية لدبيس وحقداً عليه من الخليفة نفسه، حتى أنهم تظاهروا ضده لدى دخوله العاصمة وراحوا ينددون به ويهتفون بالتأييد والدعاء للخليفة والسلطان (?) بسبب محاولات دبيس المتكررة لنهب بغداد وتخريبها (?). فضلاً عن مساعدته للصليبيين (?).
* ولم يكن في صالح السلطان محمود نفسه عزل زنكي عن الموصل وهو الذي وقف إلى جانبه في الظروف الحرجة، ولعله لم يقم بمحاولة العزل - أساساً - إلا تحت ضغط عمه