تسلّم عماد الدين زنكي الموصل من الأمير جاولي وأقطعه الرحبة وأعمالها (?)، ثم انصرف إلى تنظيم جاولي وأقطعه الرحبة وأعمالها (?)، ثم انصرف إلى تنظيم شؤون إمارته إداريا وعسكريا مستنداً في ذلك إلى ما كان سائداً عند السلاجقة من نظم الحكم، فولَّى نصير الدين جقر قلعة الموصل، وفوَّض إليه أمر الولاية جميعها، وعيَّن الياغسياني أمير حاجب والقاضي الشهرزوري قاضي بلاده وما يفتحه من بلاده (?)، ثم انصرف إلى العمل على تحقيق هدفينَّ وضعهما نصب عينيه هما:
* تأسيس دولة وراثية وتوسيعها عن طريق ضّم المدن والامارات المحلية في الجزيرة وبلاد الشام، وتوحيدها مع إمارة الموصل.
* تكوين جبهة إسلامية متماسكة تستطيع مواجهة الصليبيين وتطردهم من الشرق الإسلامي، فدخل من أجل ذلك في علاقات سياسية عسكرية مع الأمراء المحليين.
ويبدو أنه لم يتمكن من المضي قدُماً في تحقيق هدفيه في بادئ الأمر، بسبب انغماسة في أحداث العراق، مما صرفه عن ميدان بلاد الشام، إذ شهد هذا البلد آنذاك صراعاً بين الخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية من أجل الاستئثار بالنفوذ تدخل فيه عماد الدين زنكي، وانتهى بانتصار واضح لصالحه وتحديد مستقبله السياسي (?).
تراوحت علاقة عماد الدين بالخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية بين التعاون المثمر والعداء الشديد وفقاً للمصلحة العامة والشخصية في الوقت نفسه، على أن هذه التقلبات لم تؤثر على مركزه في ولاية الموصل والجزيرة وبلاد الشام، فقد تعَّرض في بداية حكمه، لمحاولة استهدفت عزله عن منصبه وإحلال دُبَيس بن صدقة أمير الحلة مكانة، ذلك أن هذا الرجل كان قد التحق بخدمة السلطان سنجر، سلطان السلاجقة العظام في خراسان، وأضحى من أمرائه المقربين وحدث أن توجه محمود سلطان سلاجقة العراق إلى خراسان لتصفية المشاكل