سنجر صاحب السلطة العليا على السلاجقة، هذا فضلاً عن أن تعيين دبيساً في الموصل قد يتيح لسنجر أن يتخذ منه صنيعة ضد مصالح السلطان محمود في العراق (?).
أطمأن زنكي إلى ولايته طيلة الأعوام الأخيرة من حكم السلطان محمود وعند ما توفي هذا في منتصب عام 525هـ أرسل زنكي إلى الخليفة المسترشد يطلب منه أن يقيم الخطبة ببغداد للملك السلجوقي ألب أرسلان - وهو أحد الملكين اللذين انيطت بزنكي مهمة الإشراف على تربيتهما، إلا أن الخليفة اعتذر عن ذلك محتجاً (?).
1 - بصغر سن ألب أرسلان وبعدم صلاحيته للحكم.
2 - بأن السلطان كان قد عهد بالسلطنة من بعده وهو بأصفهان إلى إبنة داوود.
3 - بأن حكام الولايات قد بدأوا فعلاً بإقامة الخطبة له وأضاف، بأنه لن يقدم على اتخاذ أي إجراء بهذا الصدد قبل أن تصله رسالة من السلطان سنجر زعيم السلاجقة الكبار في خراسان (?). وهكذا فوَّت الخليفة فرصة ذهبية على عماد الدين زنكي للاستفادة من وفاة السلطان محمود، الذي لو نجح في اغتنامها لأتاحت له مجالات جديدة في العمل السياسي، ودفعته إلى الخروج عن الولاء للسلاجقة بتنصيب أحد أمرائهم المقيم تحت إشرافه في الموصل سلطاناً على سلاجقة العراق فيصبح بذلك المتحكم الفعلي في شؤون العراق باسم السلطان الجديد (?).
وفي العام التالي استطاع السلطان مسعود بن محمد - حاكم أذربيجان استمالة زنكي لمساعدته في المطالبة بعرض سلاجقة العراق، لقاء منحه مدينة أربل الحصينة شرقي الموصل، وتم الاتفاق بينهم على أن يتجها إلى بغداد لمطالبة الخليفة المسترشد بالخطبة لمسعود والاعتراف به سلطاناً على العراق (?)، إلا أن سلجوق شاه بن محمد - أخو مسعود الذي كان يطمح هو الآخر بعرش السلاجقة في العراق سبق أخاه إلى بغداد، وطالب الخليفة بالخطبة له فامتنع الأخير عن تنفيذ طلبه، ولما سمع سلجوق شاه باقتراب زنكي على رأس قواته الموالية لمسعود، أمر قائده (قراجا الساقي) بالإسراع في التوجه شمالاً لإيقاف تقدمه، فوصل إلى مشارف سامراء بأقل من يومين، ودارت المعركة بين الطرفين عند قصر المعشوق