تجنب الاصطدام معه، لأنه أدرك أن ليس في طاقته مجابهته والتغلب عليه، وفضل توحيد جهوده ضد الخليفة العباسي في بغداد بدلاً من مقارعة هذا الأمير القدير (?).

8 - دفاع زنكي والبرسقي عن الخليفة المسترشد: لم يتركا البرسقي وزنكي الخليفة يجابه بمفرده حشود دبيس، فجمعوا قواتهم والتقوا به في مطلع عام 517هـ قريباً من الحلة، واستطاعوا - بفضل الله ثم الخطة البارعة التي اتبعها زنكي - أن يلحقوا به هزيمة نكراء، وأن يقتلوا ويأسروا الكثير من جنده، واضطر هو ومن سلم من قواته إلى الفرار، بينما عاد المسترشد وحلفاؤه إلى بغداد يستقبلهم الأهالي هناك استقبالاً حافلاً، بعد خلصوهم من خطر محقق كان يحيق ببغداد ويعرضها للنهب والتخريب (?)، وكان زنكي - لدى مغادرته البصرة - قد فوض شؤونها لمقدم حاميتها الأمير " سخت كمان " فاستغل دبيس بعد زنكي عنها وهاجمها على حين غرة وتمكن من قتل مقدم حاميتها ونهب أهاليها، لكن زنكي ما لبث أن عاد إلى البصرة ليقر الأوضاع فيها من جديد، فانسحب دبيس من المنطقة واتجه إلى الشام للعمل مع الصليبيين (?).

9 - عماد الدين في خدمة السلطان محمود: أقيل البرسقي من شحنكية العراق في عام 517هـ وأعيد إلى الموصل لقيادة حركة الجهاد ضد الصليبيين، وعين يرنقش الزكوي شحنة بعده (?)، فأرسل البرسقي إلى زنكي يستدعيه من البصرة ليتجه معه إلى الموصل غير أن الأخير فضل أن يربط مصيره بالسلطان محمود، يصحبه عدد من كبار أمرائه وقرر السلطان محمود تزويجه بأرملة أحد أمرائه الكبار، وتم ذلك في احتفال شهده السلطان وعدد كبير من القادة والمسؤولين (?) الأمر الذي هيّأ لزنكي فرصة الظهور في محيط كبار الأمراء وتعريف رجالات الدولة السلجوقية بمكانته (?).

10 - تكليف السلطان محمود عماد الدين بتوطيد الأمن في البصرة: غدة البصرة، بعد مغادرة زنكي لها، مسرحاً للفوضى، وهدفاً للنهب والتخريب، وهجمات الأعراب، وبلغ السلطان ذلك فأمر زنكي بالعودة إليها، بعد أن أقطعه إياها عام 518هـ وطلب منه اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوطيد الأمن في المنطقة، كما كلفه مهمة الإشراف على واسط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015