شمس الملوك إسماعيل وإخوته بني تاج الملوك وهي أخت الملك دقاق لأمه (?)، وقد كان زواجه منها في أمل أن يمتلك دمشق فلما لم يحصل له ملك دمشق أعرض عنها (?)، ونلاحظ أن موضوع زوجات زنكي قد حظي باهتمام عدد من المؤرخين وأغلب الظن أن سبب ذلك يعود إلى العلاقة الوثيقة بين معظم عقود الزواج التي قام بها وبين مشاريعه السياسية والعسكرية وكان زنكي يعتمد رابطة الزواج لتحقيق بعض أهدافه السياسية والعسكرية، وأنه تمكن بهذا الأسلوب من توثيق علاقاته بعدد من الحكام والأمراء، الأمر الذي ساعده إلى حد كبير في تنفيذ خططه الرامية إلى توحيد القوى الإسلامية لمواجهة الخطر الصليبي (?).
5 - أبناؤه فهم: سيف الدين غازي وهو الأكبر، نور الدين محمود، قطب الدين مودود، نصرة الدين أمير أفيران. وجميع أولاده ظهرت عليهم النجابة مما ورثوه من والدهم وكانوا ذوي أخلاق حميدة، وشجاعة فائقة، وخاصة نور الدين محمود، وسيف الدين غازي، وقطب الدين مودود فأخبار شجاعتهم مشهورة، ونلاحظ من أسماء أولاد زنكي اسم مودود فقد يدل على أعجاب زنكي بالأمير مودود وهناك غازي واسمه يدل عليه أما محمود فإنه يطابق اسم أحد السلاطين السلاجقة ممن خدمه زنكي (?). وقد خصص زنكي لتربية أولاده عليا بن منصور السروجي، وكان أديباً شاعراً خطاطاً وعندما كبر سيف الدين غازي أرسله أبوه لخدمة السلطان مسعود فتلقاه بالحفاوة والتقدير، ورتب في خدمته عشرة من الحراس (?) وقد بقي سيف الدين هناك حتى قبيل مقتل أبيه بوقت قصير وأما نور الدين محمود فقد نشأ تحت رعاية والده، وتعلم القرآن الكريم والفروسية والرمي (?)، ولما جاوز صباه لزم خدمة أبيه حتى مقتله (?)، وهكذا كان زنكي يعد أولاده لتحمل المسؤوليات الإدارية والعسكرية في المستقبل، وما يقال عن غازي ومحمود يمكن أن يقال عن ابنيه الآخرين أميران ومودود (?).