خامسا: نشأة عماد الدين زنكي وأسرته:

1 - نشأته: ولد عماد الدين زنكي سنة 477هـ وكان أبوه من كبار قادة ملكشاه حتى لقب بقسيم الدولة وكان الابن الوحيد لهذا القائد العظيم في الدولة السلجوقية وتولى والده آق سنقر حلب سنة 479هـ أي بعد سنتين من مولده، فكانت حلب مهد طفولته وقضى بها أيامه الأولى (?).

2 - تربية والده له: عاش زنكي كنف والده مدة عشر سنوات تكونت خلالها الخطوط العريضة لشخصيته وتشرب من أبيه أخلاقه وصفاته، ولا شك أن والده دربه على الفروسية منُذ نعومة أظفاره، ليكون نعم الوارث لمركزه وقد دربه على ركوب الخيل ورمي السهام، وعوده على الصبر من المشاق في الحرب وممارستها، وقد أثبتت الأحداث اللاحقة حسن تربية والده له، فقد تميز بالشجاعة التي تبلغ حد الذروة فهو يهاجم مع مودود طبرية وينهزم الصليبيون، ويلحقهم المسلمون وعماد الدين في المقدمة، ولا يتلفت إلى الوراء، ليتأكد من لحاق أصحابه به، ويصل إلى باب طبرية ويحارب الأفرنج عليه ويبدي شجاعة فائقة وينسحب ويحسن الانسحاب عندما لا يرى حوله أحداً، فيعجب الناس من رجوعه سالماً، كما عجبوا من شجاعته (?)، وورث عن أبيه آق سنقر القوة التي تعرف العطف والتي لا تبقى على عدو خطر، وورث عنه التخطيط الذي يؤدي إلى حتف الخصم الذي رسمه له زنكي (?).

3 - والدته: توفي والده وعمره عشر سنوات ولكن أمه عاشت حتى رأت ابنها يرث أبيه ويحكم الموصل وقرت عينها إذا رأته في السنة التي توفيت فيها يحاصر دمشق التي قتل صاحبها تتش زوجها آق سنقر فقد توفيت 529هـ بالموصل وكانت هناك أسطورة أوروبية سورية أن أتابك الموصل من أصل فرنجي ويفترض أن أمه كانت الأميرة الجميلة النمساوية التي أسرت وقضيت بقية أيامها في حريم آقسنقر وإن أمرأة عظيمة أوروبية تستطيع أن تلد مثل هذا البطل. لكن هذه القصة غير صحيحة لأن أباه اقسنقر مات قبل سنوات من حدوث الكارثة الغزو الصليبي ولا يذكر لنا المؤرخون اسماً لوالدته ولا أصلها حتى نستطيع أن نتعرف على أسباب اكتسابه اللون الأسمر مع أن المشهور عن الأتراك اللون الأبيض

فلعله ورث هذه الصفات عن والدته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015