تُتُش بذلك تركها واجتاز الفرات قاصداً أنطاكية التي بقي فيها مدة ثم عاد إلى دمشق (?)، وفي الرحبة عقد اجتماع رباعي ضم السلطان بركيارق وآق سُنقُر وبوزان وعلي بن مسلم بن قريش العقيلي، تمخَّض عن عقد تحالف بين الحاكمين السلجوقيين من جهة والأمير العقيلي من جهة ثانية، تحت إشراف السلطان، هدفه الوقوف في وجه تُتُش، وعاد السلطان إلى بغداد، بعد أن ترك قوة عسكرية بتصرف آق سُنْقُر، في حين عاد بوزان إلى الرها، وآق سُنقُر إلى حلب، فوصل إليها في شهر ذي القعدة عام 486هـ شهر تشرين عام 1093م، وهكذا قام آق سُنْقُر بدور بارز في إفشال مخططات، تتش ومنعه من الحصول على السلطنة، وساعد بركياروق على الاحتفاظ بها، مدركاً في الوقت نفسه، أن صاحب دمشق سوف ينتقم للضربة التي وجهت إليه، فأخذ يستعد للتصدي له وانتزاع دمشق منه هذه المرة، فطلب المساعدة من السلطان بركيارق فأمده بكر بوغا، واستنجد بمن جاوره من الحكام أمثال بوزان حاكم الرها، ويوسف بن آبق حاكم الرحبة، كما انضم إليه جماعة من بني كلاب وأحداث حلب (?).
3 - مقتل آق سنقر: كان أول ما فكر فيه تُتُش عند عودته إلى دمشق هو الانتقام من آق سُنقُر وبوزان بعد أن تخليا عنه في وقت الشدة (?)، فأخذ يستعد لقتالهما، وتحالف مع ياغي سيان صاحب أنطاكية بعد أن زوَّج ابنه رضوان من ابنته (?) كما جند قوات إضافية من بني كلاب، والتقى الجيشان يوم السبت في التاسع من شهر جمادي الأول / شهر آيار) عند تل السلطان (?)، القريب من حلب، ويبدو أن آق سُنْقُر لم يثق بمن كان معه من العرب، فنقلهم من الميمنة إلى الميسرة ثم إلى القلب والراجح أن هذا التبديل في المواقع العسكرية أثر على قدراته القتالية، فدارت الدائرة عليه، ووقع أسيراً في يد تُتُش (?)، فسأله تتش: لو ظفرت بي ما كنت صنعت بي قال: كنت أرى قتلك قال: فأنا أحكم عليك بما كنت تحكم علي فقتله صبراً وتسلم قلعة حلب الاثنين 11 جماد الأولى (?) ودفن آق سنقر خارج حلب ثم لما ملك عماد الدين نقل بقايا أبيه فدفنها
بجانب المدرسة الرجاحية في حلب (?).