متهماً تُتُش بالكذب واستطاع إقناع السلطان بوجهة نظره، فرفض إتهام أخيه له كما رفض مساعيه للتخلص منه (?).

2 - دعم آق سنقر للسلطان بركيارق: ظلت العلاقة الطيبة، قائمة بين آق سُنقر وملكشاه، طيلة حياة هذا الأخير ولما توفي عام 485هـ/1092م طلب تُتُش السلطنة لنفسه في ظل صراع على السلطة بين أولاد السلطان المتوفى، وتجهّز للزحف شرقاً لإخضاع البلاد لسلطانه، وكاتب كلاً من آق سُنْقُر وبوزان يطلب مساعدتهما (?)، واستجابوا لذلك واشتركوا في حرب إبراهيم بن قريش صاحب الموصل لأنه رفض الخطبة في الموصل لتتش، ورفض أن يعطيه طريقاً إلى بغداد فهزم صاحب الموصل وأخذت منه، ساروا إلى ميافارقين فملك تُتُش سائر ديار بكر (?)، ثم سار تُتش إلى أذربيجان وكان بركيارق بن ملكشاه قد قوى أمره وصارت بيده الري وهمذان فسار ليمنع عمه (?)، ولما علم تُتُش بذلك قرر الإسراع في زحفه باتجاه خراسان لمحاربة ابن أخيه، وعندما وصل إلى مدينة تبريز (?)، حدثت المفاجأة إذ تخلَّى عنه آق سُنُقر وبوزان وانضما إلى بركيارق عند مدينة الري (?) فقوى موقفه بهما وكان هذا الإنسحاب محطماً لخطة تُتُش ويبدو أن هناك عدة أسباب دفعت آق سُنْقُر إلى هذا التصرف لعل أهمها:

أ- كان تُتُش منافساً خطيراً لآق سُنْقُر، وأن تأييده له حتَّمه واقع الظروف السياسية التي كان يمر بها.

ب- رأى آق سُنْقُر أن تبقى السلطنة محصورة في أبناء سيده ملكشاه الأول وفاء منه له.

ج- شعر قسيم الدولة بأن تتش يُقَّرب ياغي سيان صاحب أنطاكية، ويميل إليه وقد يعتمد عليه في حكم بلاد الشام في المستقبل (?) ومهما يكن من أمر، فقد أدرك تُتُش حرج موقفه، وضعف قواته بعد الإنسحابات التي حصلت في صفوفه، فاضطر إلى التوقف عن الزحف وقتال بركيارق، وآثر الإنسحاب إلى الشام، فعاد أدراجه نحو ديار بكر، وتوقف في الرحبة، ثم حدث أن أقنع كل من آق سنقر وبوزات السلطان بركيارق بألا يترك تُتُش وشأنه

وحذَّراه من أطماعه، وأشار عليه بمطاردته (?) وفعلا تحرك الجميع باتجاه الرحبة، فلما علم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015