69. وكان من العوامل الرئيسية التي ساعدت على ظهور عماد الدين زنكي، الدور الذي لعبه أبوه آق سنقر في شؤون الدولة السلجوقية السياسية والعسكرية والإدارية.
70. كان للقاضي بهاء الدين الشهرزوري دور كبير في تنصيب عماد الدين زنكي في الموصل لكونه قائد عسكري قوي ولذلك رشح عماد الدين لقيادة القوى الإسلامية التي كان لها الأثر في التصدي للغزو الصليبي وكان لهذا الاختيار أثره في إرساء حجر الجهاد في المشرق الإسلامي حيث تمكن من خلاله غرس نواة الوحدة مع حلب عندما أخذها ورحب به أهلها عام 521هـ وكان لموقع حلب الاستراتيجي بين بلاد الشام ومناطق أعالي الفرات هو الذي جعلها في قلب الأحداث آنذاك وقد أدرك عماد الدين أهمية ذلك الموقع بالنسبة لبلاد الشام والموصل والجزيرة الفراتية، واعترافاً من عماد الدين بالجهد الذي قام به بهاء الدين الشهرزوري في تعيينه ورداً لجميله عينه قاضي قضاة بلاده جميعها وما يفتحه من البلاد وكان يثق فيه وفي آرائه، لذلك كانت منزلته عظيمة عنده، وكان لا يصدر إلا عن رأيه.
71. اتصف عماد الدين بصفات القادة العسكريين والسياسيين والتي من أهمها؛ الشجاعة، والهيبة، والدهاء، والمكر، والحيلة، والذكاء، واليقظة والحذر، والقدرة على اختيار الأكفاء من الرجال، وتقدير الرجال، وقلة التلون والتنقل، والغيرة على محارم المسلمين، والعدل.
72. اهتم عماد الدين زنكي بضبط إماراته وكانت النظم التي سار عليها تعتبر امتداداً طبيعياً للسلاجقة في غالب مؤسسات الدولة العسكرية، والإدارية، والمالية والقضائية.
73. عمل عماد الدين على توحيد الجبهة الإٍسلامية وذلك بضم المدن التي حوله والقريبة منه بسبب ضعفها وتفرقها وضيق مساحتها ثم توسع في مناطق الأكراد وضمها لدولته كالأماكن التي كان فيها الأكراد الحميدية والهكارية والمهرانية، والبشنوية واستطاع عماد الدين أن يضع يده على معظم ممتلكاتها وقواعدها المهمة ويخضعها لسيطرته في أقل من عقد ونصف بفضل الله - ثم قدرته العسكرية وخططه السياسية البارعة التي أتاحت له التغلب على مصاعب القتال في المناطق الجبلية الوعرة.
74. استمر عماد الدين في توسيع نفوذ دولته ولم يقم في بداية حكمه بأي نشاط عسكري ضد الصليبيين قبل أن يثبت أقدامه في إماراته الجديدة، ويُعزَّز إمكاناتها الاقتصادية