الحياة على وجهه ورأسه فرحا "الله أكبر، فزت وربِّ الكعبة"1.

ذلك المشهد العظيم والذي لم يعهده المشركون من قبل، جعل قاتله يسلم2 متعجبا من رَدَّة الفعل التي لم يك أحد من الحاضرين يتوقعها من رجل يلفظ أنفاسه الأخيرة.

لم يكتف الأعراب بذلك بل تبعوا أثره حتى وجدوا أصحابه فأحاطوا بهم من كل جانب ودافع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عقيدتهم السمحة التي جاءوا لنشرها بين من غدروا بهم، ولكن هول المفاجأة وكثرة الأعراب المستعدين لخيانتهم المدبَّرة سلفا لم تتح لهم الفرصة في قتال متكافىء، فسقطوا شهداء على أرض بئر معونة إلاّ رجلا أو رجلين منهم3، حيث سطروا بدمائهم الزكية ملحمة من أروع الملاحم الجهادية في تاريخ الإسلام بعد أن كسبوا رضوان الله عليهم.

فهذا الروح الأمين عليه السلام يخبر "النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم"4، قال أنس رضي الله عنه: "فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015