رفع "بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا"1.
فيا لها من منزلة عظيمة تتوق إليها نفس كل مسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أصحابه بمصيرهم، ويصف أنس رضي الله عنه شدّة تأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمصابهم: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على شيء قط ما وجد على أصحاب سرية بئر معونة، أصحاب سرية المنذر بن عمرو، فمكث شهرا يدعو على الذين أصابوهم في قنوت صلاة الغداة"23.
ومن الطبعي أن يتأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمصابهم، فقد كانوا من خيرة أصحابه، ومن فرسان الدعوة المعدودين، وقد كان فقدهم في وقت كانت دعوة الإسلام بحاجة ماسَّة لخدماتهم، كما أن الطريقة التي تم فيها قتلهم تعصر القلب ألمًا وحزنًا عليهم، فهي طريقة شائنة لم تتح لهم الفرصة في قتال فروسي مشرف.
"إن هذه النازلة ملأت قلوب المسلمين غيظا، وهم لم يضيقوا بخسائرهم فحسب، بل الذي أحرج مشاعرهم في هذه الحادثة أنها كشفت عمَّا تخبئه