على أنه ما بلغه لغة بني أسد (وينزع البلغم ويجلو البصر ويشد اللثة) بكسر اللام لحم الأسنان (ويذهب بالبخر ويصلح المعدة ويزيد في درجات الجنة ويحمد) بضم أوله (الملائكة ويرضى الرب ويسخط الشيطان) ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليه (عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن أنس) قال الشيخ بفتح الدال والمثناة التحتية المشددة قرية بالشام

• (عليكم بالشام) بالهمزة وتركه يذكر ويؤنث لأن المراد البلاد أي الزموا سكناه لكونها أرض المحشر والمنشر والمراد آخر الزمان لأن جيوش المسلمين تنزوي إليها عند غلبة الفساد (طب) عن معاوية ابن حيده بإسناد ضعيف

• (عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه) أي يجمع إليها المختارين من عباده (فمن أبى) أي امتنع منكم عن القصد إلى الشام (فليلحق بيمنه) أضاف اليمن إليهم لأنه خاطب به العرب واليمن من أرض العرب (وليسق من غدره) بضم الغين المعجمة والدال المهملة جمع غدير وهو الحوض أمرهم بسقي دوابهم مما يختص بهم وترك المزاحمة فيما سواه والتغلب حذراً من الفتنة (فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله) أي ضمن لي حفظها وحفظ أهلها القائمين بأمر الله (طب) عن واثلة بن الأسقع وإسناده ضعيف

• (عليكم بالشفاء من العسل) وهو لعاب النحل وله زها مائة اسم وله منافع كثيرة منها أنه ينفع البشرة وينعمها وإن اكتحل به جلا البصر وإذا استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة وإذا تغرغر به نفع من أورام الحلق ومن الخفقان ويوافق السعال البلغمي ويدر البول ويلين البطن ويفتح سددها ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث وينفع من لسع العقرب ومن نهش الهوام ذوات السموم ومن عضة الكلب ولعقه على الريق يذيب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضل وينضحه ويسخنها باعتدال ويفتح سددها ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلأ والمثانة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجاً بالماء على الريق فهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة لا يعقلا إلا العالمون وقد كان بعد ذلك يغتذي بخبز الشعير مع الملح أو الخل أو نحوه ويصابر شظف العيش فلا يضره لما سبق له من الإصلاح وقد كان عليه الصلاة والسلام يراعي في حفظ صحته أموراً فاضلة جداً منها تقليل الغذاء وتجنب التخم ومنها شرب بعض المنقوعات يلطف بها غذاءه كنقيع التمر والزبيب أو الشعير ومنها استعمال الطيب وجعل المسك في مفرقه والأدهان والاكتحال وكان عليه الصلاة والسلام يغذي روح الدماغ والقلب بالمسك وروح الكبد والقلب بماء العسل فما اتقن هذا التدبير وما أفضله (والقرآن) جمع بين الطب البشري والطب الإلهي وبين الفاعل الطبيعي والفاعل الروحاني وبين طب الأجساد وطب الأنفس وبين السبب الأرضي والسبب السماوي وشفاء القرآن بحسب إزالته للريب وكشف غطاء القلب لفهمهم المعجزات والأمور الدالة على الله المقررة لشرعه ويحتمل أن يريد بالشفاء نفعه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015