(فأما المهلكات فشح مطاع) أي بخل يطيعه الإنسان فلا يؤدي ما عليه من حق الحق وحق الخلق وقي الشح بالمطاع لأنه إنما يكون مهلكاً إذا كان مطاعاً أما لو كان موجوداً في النفس غير مطاع فلا يكون كذلك لأنه من لوازم النفس (وهوى متبع) أي بأن يتبع ما يأمره به هواه (وإعجاب المرء بنفسه) أي ملاحظته إياها بعين الكمال مع نسيان نعمة الله قال الغزالي حقيقة العجب استعظام النفس وخصالها التي هي من النعم والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم والأمن من زوالها (وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية) قدم السر لأن تقوى الله فيه أعلى درجة (وأما الكفران) جمع كفارة وهي الخصلة التي شأنها أن تكفر أي تستر الخطيئة وتمحوها (فانتظار الصلاة بعد الصلاة) ليصليها في المسجد (وإسباغ الوضوء في السبرات) جمع سبرة بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة وهي شدة البرد مثل سجدة وسجدات (ونقل الأقدام إلى الجماعات) أي إلى الصلاة مع الجماعة (وأما الدرجات فإطعام الطعام) للضيف وللجائع (وإفشاء السلام) بين الناس من عرفته ومن لم تعرفه (والصلاة بالليل والناس نيام) أي التهجد في جوف الليل حال غفلة الناس واستغراقهم في لذة النوم (طس) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف

• (ثلاث من كن) أي اجتمعن فيه (فهو منافق) أي حاله يشبه حال المنافقين (وإن صام) رمضان (وصلى) الصلاة المفروضة (وحج) البيت (واعتمر) أي أتى بالعمرة يعني وإن أتى بأمهات العبادات وأعظمها (وقال أني مسلم من إذا حدث كذب) في حديثه (وإذا وعد أخلف) ما وعد به من غير عذر (وإذا ائتمن خان) فيما جعل أميناً عليه والكلام فيمن صارت هذه الصفات ديدنه وشعاره لا ينفك عنها (رسته) بضم فسكون في كتاب (الأيمان وأبو الشيخ في التوبيخ عن أنس) بإسناد ضعيف

• (ثلاث من الإيمان) أي من قواعد الإيمان وشأن أهله (الحياء) بحاء مهملة ومثناة تحتية (والعفاف) أي كف النفس عن المحارم والشبهات (والعي) والمراد به (عي اللسان) عن الكلام عند الخصام (غير عي الفقه) أي الفهم في الدين (والعلم) أي وغير العي في العلم الشرعي فإن العي عنهما ليس من أصل الإيمان بل محض نقص وخسران (وهن مما ينقصن من الدنيا) لأن أكثر الناس لإحياء عندهم ومن استعمل معهم الحياء أضاعوه وأذوه (و) هن (يزدن في الآخرة) أي في عمل الآخرة أو في رفع الدرجات في الآخرة (وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا وثلاث من النفاق) أي من شأن أهله (البذاء) بفتح الباء الموحدة والذال المعجمة والمدّ هو الفحش في اللسان (والفحش) أي في القول والفعل (والشح) الذي هو أشد البخل وهن (مما يزدن في الدنيا) في ظن أهلها (وينقصن من الآخرة) أي من ثوابها لما يفهن من الوزر (وما ينقص من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا) لأن متاع الدنيا وإن كثر ظل زائل وحال حائل ونعيم الآخرة لا يتناهى (رستة في) كتاب الإيمان (عن عون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015