من ابتدائية أي ناشئة من تحت العرش وبيانية أي كائنة من تحت العرش ومستقرة فيه وأما من الثانية فليست إلا بيانية فإذا اذهب إلى أن الجنة تحت العرش والعرش سقفها جاز أن يكون من كنز الجنة بدلاً من تحت العرش (تقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله) أي إذا قلتها (أسلم عبدي واستسلم) أي فوض أمر الكائنات إليّ وانقاد لي مخلصاً (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

• (لا أدلك) خطاب لأبي هريرة على غراس هو خير) لك (من هذا) الغراس الذي تغرسه وكان يغرس فسيلا (تقول سبحان الله) قال العلقمي قال الدميري التسبيح في اللغة التنزيه ومعنى سبحان الله تنزيهاً له من النقائص مطلقاً ومن صفات المحدثات كلها وه واسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر بفعل محذوف تقديره سبحت الله سبحاناً وتسبيحاً فالتسبيح مصدر وسبحان واقع موقعه ولا يستعمل غالباً إلا مضافاً كقوله سبحان الله وهو المضاف إلى المفعول به أي سبحت الله لأن المسبح هو المنزه قال أبو البقاء ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل لأن المعنى تنزه الله قال النووي وهذا الذي قاله وإن كان له وجه فالمشهور المعروف هو الأول وقد جاء غير مضاف كقول الشاعر

• سبحانه ثم سبحانا أنزهه

• قال أهل اللغة والمعاني والتفسير وغيرهم ويكون التسبيح بمعنى الصلاة ومنه قوله سبحانه وتعالى فلولا أنه كان من المسبحين أي المصلين والسبحة بضم السين صلاة النافلة ومنه سبحة الضحى وغيرها قال والسبحة خرز منظوم يسبح بها يعتادها أهل الخير مأخوذ من التسبيح (والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة) وهذه الكلمات هي الباقيات الصالحات عند جمع منهم ابن عباس وسببه كما في ابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرساً فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غرساص قال ألا أدلك فذكره (هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

• (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا) محوها كناية عن غفرانها والعفو عنها (ويرفع به الدرجات) قال الباجي أي المنازل في الجنة ويحتمل أن يريد رفع درجته في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخرة بالثواب الجزيل (إسباغ الوضوء) أي إتمامه وإكماله (على المكاره) قال الباجي من شدة برد وألم جسم وعجلة إلى أمر مهم وغير ذلك (وكثرة الخطا) جمع خطوة بالضم ما بين القدمين وإذا فتحت للمرة (إلى المساجد) للصلاة ويمحوها (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) سواء أدى الصلاة في جماعة أم منفرداً في مسجداً وبيته وقيل أراد الاعتكاف (فذلكم الرباط) يعني به تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا أي على مشاق الطاعات وصابروا أي غالبوا أعداء الله في الصبر على شدائد الحروب وأعدى عدوكم في الصبر على مخالفة الهوى ورابطوا أبدانكم وخيولكم في الثغور وبقصد الغزو وأنفسكم على الطاعة والرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو فشبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة وحقيقته ربط النفس والجسم مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015