التفاضل كما وهم (حم م ن هـ) عن أسامة بن زيد

• (إنما الشؤم) بضم المعجمة وسكون الهمزة وقد تسهل واوا ضد اليمن (في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار) قال العلقمي قال شيخنا خصها بالذكر لطول ملازمتها ولأنها أكثر ما يتطير به الناس فمن وق في نفسه منها شيء تركه واستبدل به غيره وقال بعضهم شؤم المرأة إذا كانت غير ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه وزاد بعضهم أو كانت شموصاً وشؤم الدار جار السوء ويؤيده حديث الطبراني سوء الدار ضيق ساحتها وخبث جيرانها وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء المرأة عقر رحمها وسوء خلقها وللحاكم ثلاث من الشقاء المرأة تراك فتسول ويحمل لسانها عليك والدابة تكون قطوفاً فإن ضربتها أتعتبك وإن تركتها لم تلحق أصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق قال المناوي والبعيدة من المسجد وقد يكون الشؤم في غير هذه الثلاثة فالخصر عادي (ح ده) عن ابن عمر بن الخطاب

• (إنما الطاعة) أي إنما يطلب من الرعية طاعة الأمير (في المعروف) أي المباح فلا تجب فيما لا يباح بل لا يجوز قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن علي رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلاً من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم وقال أليس النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تطيعوني قالوا بلى قال عزمت عليكم لما جمعتم حطباً وأوقدتم ناراً ثم دخلتم فيها فجمعوا حطباً وأوقدوا ناراً فلما هموا بالدخول قام بعضهم ينظر إلى بعض قال بعضهم لبعض إنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فراراً من النار أفندخلها فبينما هم كذلك إذ خمدت النار فسكن غضبه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً إنما الطاعة في المعروف فذكره وقوله لما جمعتم بالتخفيف وجاء بالتشديد فقيل أنها بمعنى ألا وقوله خمدت بالمعجمة وفتح الميم وفي بعض الروايات بكسر الميم ولا يعرف في اللغة وقوله لو دخلوها ما خرجوا منا قال الداودي يريد تلك النار لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء قال وليس المراد بالنار نار جهنم ولا أنهم مخلدون فيها لأنه قد ثبت في حديث الشفاعة يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان قال وهذا من المعاريض التي فيها مندوحة يريد أنه سيق مساق الزجر والتخويف ليفهم السامع أن من فعل ذلك خلد في النار وليس ذلك مراداً وإنما أريد به الزجر والتخويف وقيل أن الدخول فيها معصية والعاصي يستحق النار ويحتمل أن يكون المراد لو دخلوها مستحلين لما خرجوا منها أبداً وعلى هذا ففي العبارة نوع من أنواع البديع وهو الاستخدام لأن الضمير في قوله لو دخلوها للنار التي أوقدوها والضمير في قوله ما خرجوا منها أبد النار الآخرة لأنهم ارتكبوا ما نهوا عنه من قبل أنفسهم ويحتمل وهو الظاهر أن الضمير للنار التي أوقدت لهم أي ظنوا أنهم إذادخلوها بسبب طاعة أميرهم لاتضرهم فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهم لو دخلوها لاحترقوا فماتوا فلم يخرجوا وقال بعضهم أمر الإمام تابع لأمر الشرع فإن أمر بواجب وجبت طاعته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015