حاجته من الحلال (بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار) وهذا حث على الاستغناء عن الناس وذم السؤال بلا ضرورة وسببه أن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال فذكره وبعد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا وأرزأ بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الزاي بعدها همزة أي لا أنقص ماله بالطلب منه وفي رواية لإسحاق قلت فوالله لا تكون يدى تحت يد من أيدي العرب فكأن أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا فقال عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه هذا الفئ فيأبى أن يأخذه وإنما أشهد عليه عمر لأنه أراد أن لا ينسبه أحد لم يعرف باطن الأمر إلى منع حكيم من حقه وإنما امتنع حكيم من أخذ العطاء مع أنه حقه لأنه خشى أن يقبل من أحد شيئا فيعتاد الأخذ فتتجاوز به نفسه إلى ما يريده ففطمها عن ذلك وترك ما يريبه إلى مالا يريبه وفي مسند اسحاق بن راهوية سبب ذلك أيضا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى حكيم بن حزام دون ما أعطى أصحابه فقال حكيم يا رسول الله ما كنت أظن أن تقصر بي دون أحد من الناس فزاده ثم استزاده فزاده حتى رضي (حم) عن خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية (أن هذه الأخلاق) التي طبع عليها بنو آدم حاصلة (من الله فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا ومن أراد به شرا منحه) أي أعطاه خلقا (سيئا) قال المناوي بأن يجبله على ذك في بطن أمه أو يصيرله ملكة على التخلق به (طس) عن أبى هريرة (أن هذه النار إنما هى عدو لكم فإذ نمتم) أي أردتم النوم (فأطفئوها) أي ردوها أو امنعوها عنكم بإطفائها إذا لم تحتاجوا إليها وخشيتم انتشارها (ق 5) عن أبى موسى الأشعرى قال احترق بيت بالمدينة فحدث به لنبى صلى الله عليه وسلم (أن هذه القلوب أوعية) أى حافظة متدبرة ما يرد عليها (فخيرها أوعاها) أى أحفظها للخير قال العلقمى قال فى التقريب وعى العلم يعيه وعيا حفظه (فإذا سألتم الله) أى دعوتموه (فسلوه) أى ادعوه (وأنتم واثقون بالإجابة) تاركون الشواغل الدنيوية مقبلون على الله (فإن الله تعالى لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل) بغين معجمة أى متلاه عن الاقبال على الله وصرف الهمة للدعاء ولفظ الظهر مقحم (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (أن يوم الجمعة يوم عيد وذكر) لله تعالى أى جعله الله عيدا للمؤمنين يجتمعون فيه لعبادته (فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام) أى لا تصوموه منفردا (ولكن اجعلوه يوم ذكر) أى بلا صيام (إلا أن تخلطوه بأيام) قال المناوى بأن تصوموا يوما قبله ويوما بعده فافراده بصوم نفل مكروه تنزيها فإن قيل إذا كان عيد لا يصام فيه فكيف إذن فى صيامه مع غيره فالجواب عن ذلك من أوجه أصحها كما قاله ابن القيم إن شبهه بالعيد لا يستلزم