وعلامة سخطه على عبد أن يعجله مفتاحاً للشر ومنهم من هو متلبس بهما فهو من الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً قال العلقمي فائدة قال الدميري جعل الله لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه كما جعل الشرك والإعراض والكبر عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار وكما جعل الخمر مفتاحاً لكل إثم وجعل الغنا مفتاح الزنا وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح العشق وجعل الكسر والراحة مفتاح الخيبة والحرمان وجعل المعاصي مفتاح الكفر وجعل الكذب مفتاح النفاق وجعل الشح والبخل والحرص مفتاح التلف وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله وجعل الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح كل بدعة وضلالة وهذه أمور لا يصدق بها إلا من له بصيرة صحيحة وعقل يعرض به عما في نفسه (هـ) عن أنس هو حديث حسن لغيره
• (أن من الناس مفاتيح) بإثبات الياء جمع مفتاح ويطلق على المحسوس وعلى المعنوي كما هنا (لذكر الله) قيل من هم يا رسول الله قال الذين (إذا رؤا ذكر الله) ببناء رؤا للمجهول يعني إذا رآهم الناس ذكروا الله عند رؤيتهم لما هم عليه من سمات الصلاح وشعار الولياء مما علاهم من النور والهيبة والخشوع والخضوع وغير ذلك (طب هب) عن ابن مسعود وإسناده حسن
• (أن من النساء عيا) بكسر المهملة وشدة المثناة التحتية أي جهلاً وعجزاً واتعاباً (وعورة) أي نقصاً وقبحاً قال العلقمي قال في النهاية العي الجهل والعورة كل ما يستحي منه إذا ظهر ومنه الحديث المرأة عورة جعلها نفسها عورة إذا ظهرت يستحي منها كما يستحي من العورة إذا ظهرت (فكفوا) أيها الرجال القوامون عليهن (عيهن بالسكوت) والصفح عما يقع منهن (وواروا عورتهن بالبيوت) أي استروا عورتهن بإسكانهن في بيوتهن ومنعهن من الخروج ولا تسكنوهن الغرف كما في حديث (عق) عن أنس وهو حديث ضعيف
• (أن من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقاً) أي أكثركم حسن خلق وحسن الخلق اختيار الفضائل من الصدق وحسن المعاملة والعشرة وكف الأذى عن الناس وتحمل أذاهم وترك الرذائل من العيوب والذنوب (خ) عن ابن عمرو بن العاص (أن من إجلال الله) أي تبجيله وتعظيم (إكرام ذي الشيبة المسلم) أي تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك كل هذا من كمال تعظيم الله لحرمته عند الله (وحامل القرآن) أي حافظه سماه حاملاً له لما تحمل لمشاق كثيرة تزيد على الأحمال الثقيلة (غير الغالي فيه) بغين معجمة أي غير المتجاوز الحد في العمل به وتتبع ما خفي منه واشتبه عليه من معانيه وفي حدود قراءته ومخارج حروفه (والجافي عنه) قال العلمقي أي التارك له البعيد عن تلاوته والعمل بما فيه فإن هذا من الجفا وهو البعد عن الشيء وجفاه إذا بعد عنه وقال في النهاية إنما قال ذلك لأن من أخلاقه التي أمر بها القصد في الأمور والغلو التشديد في الدين ومجاوزة الحد والتجافي