وهو أن يكون معطوف المحذوف معطوفاً على مثله لفظاً أو معنى نحو
أكل امرئ تحسبين امرأ
• ونار توقد بالليل ناراً *
وقرأ ابن جماز والله يريد الآخرة بجر الآخرة فحذف المضاف لدلالة ما قبله عليه وأبقى المضاف إليه مجروراً (بذراع الجبار) هو اسم ملك من الملائكة (وأن ضرسه مثل أحد) أي مثل مقدار جبل أحد (وأن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة) أي مقدار ما بينهما من المسافة قال المناوي رحمه الله تعالى وعلينا اعتقاد ما قاله الشارع وإن لم تدركه عقولنا (ت ك) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم على شرطهما وأقروه
• (أن فضل عائشة على النساء) قال المناوي أي على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في زمنها ومن أطلق ورد عليه خديجة وهي أفضل من عائشة على الصواب اهـ قال الشيخ وكمال عائشة من حيث العلم لا ينافي كمال خديجة من حيث سبقها للإسلام (كفضل الثريد) وهو الخبز المفتوت في مرقة اللحم (على سائر الطعام) من حيث اللذة وسهولة المساغ ونفع البدن (حم ق ت ن هـ) عن أنس ابن مالك (ن) عن أبي موسى الأشعري (ن) عن عائشة
• (أن فقراء المهاجرين) أي من أرض إلى غيرها فراراً بدينهم (يسبقون الأغنياء) أي منهم ومن غيرهم (يوم القيامة إلى الجنة) أي لعدم فضول الأموال التي يحاسبون عليها (بأربعين خريفاً) أي سنة قال المناوي ولا تعارض بينه وبين رواية خمسمائة لاختلاف مدة السنين باختلاف أحوال الفقراء والأغنياء (حم) عن ابن عمرو بن العاص
• (أن الفقراء المهاجرين) في رواية فقراء المؤمنين (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة) وفي رواية أن فقراء المهاجرين الذين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً رواه مسلم قال العلقمي ويمكن الجمع بين حديث الأربعين وحديث الخمسمائة عام بأن سباق الفقراء يسبقون سباق الأغنياء بأربعين عاماً وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام إذ في كل صنف من الفريقين سباق وقال بعض المتأخرين يجمع بأن هذا السبق يختلف بحسب أحوال الفقراء والأغنياء فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب جرائمهم ولا يلزم من سبقهم في الدخول ارتفاع منازلهم بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة قد تجتمعان وقد تنفردان وأفتى بان الصلاح بأنه يدخل في هذا الفقراء الذين لا يملكون شيئاً والمساكين الذين لم شيء لا تتم به كفايتهم إذا كانوا يغر مرتكبين شيئاً من الكبائر ولا مصرين على شيء من الصغائر ويشترط فيهم أيكونوا صابرين على الفقر والمسكنة راضين بهما وقد زعم بعضهم أن دخول النبي صلى الله عليه وسلم متأخر عن دخول هؤلاء الفقراء لأنهم يدخلون قبله وهو في أرض القيامة تارة عند الميزان وتارة عند الصراط وتارة عند