علي يصلي وقد غرز ضفيرته في قفاه فحلها وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك مقعد الشيطان والأمر في هذا الحديث للوجوب في أحد قولي الشافعي وهو الأصح والثاني للندب لأن فيه مندوباً اتفاقاً وهو قوله ولانكفت الثياب ولا الشعر فجمع فبعضاً من الفروض والسنة والأدب تلويحاً بطلب الكل (ق د ن هـ) عن ابن عباس
• (أمرت بالوتر وركعتي الضحى ولم يكتب) بمثناة تحتية أوله أي لم يفرض ذلك المذكور وفي نسخة لم يكتبا بضمير التثنية وعليها شرح المناوي قال وفي رواية ولم تفرضا عليكم وفي أخرى ولم تفرض عليّ (حم) عن ابن عباس
• (أمرت بقرية) أي أمرني الله بالهجرة إليها أو سكناها أو باستيطانها (تأكل القرى) قال العلقمي أي تغلبهم وذكروا في معناه وجهين أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام في أول الأمر فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها والثاني أن أكلها ميرتها أي الطعام الذي يأكلونه قال الله تعالى ونمير أهلنا أي نأتي بالميرة لهم وهي الطعام من القرى المنفتحة وإليها تساق غنائمها وقيل كنى بالأكل عن الغلبة لأن الأكل غالب على المأكول وقيل المعنى تفتح القرى أي يفتحها أهلها فيأكلون غنائمها ويظهرون عليها وقيل المراد غلبة الفضل وأن الفضائل تضمحل في جنب عظيم فضلها حتى تكاد تكون عدماً (يقولون يثرب وهي المدينة) قال العلقمي قال في الفتح أي أن بعض المنافقين يسميها يثرب واسمها الذي يليق بها المدينة وفهم بعض العلماء من هذا كراهية تسمية المدينة يثرب وقالوا ما وقع في القرآن إنما هو حكاية عن قول غير المؤمنين وروى الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب رفعه من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة وروى عمر بن شيبة من حديث أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقال للمدينة يثرب ولهذا قال عيسى بن دينار من المالكية من سمى المدينة يثرب كتب عليه خطيئة اهـ قلت وبذلك جزم الإمام العلامة كمال الدين الدميري في كتاب الحج من منظومته حيث قال
• (ومن دعاها يثرب يستغفر
• فقوله خطيئة تسطر
• وإنما ذكر هذا الاسم في القرآن حكاية عن قول المنافقين لأهل الإيمان وسبب هذه الكراهة أن يثرب أما من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة أو من الثرب بالتحريك وهو الفساد كان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ويكره الاسم القبيح وأما قوله صلى الله عليه وسلم فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب وقوله في حديث آخر لا أراها إلا يثرب فذلك قبل النهي عن تسميتها بذلك ويثرب اسم لموضع منها أو لرجل نزل بها (تنفي الناس) أي شرارهم قال في الفتح قال عياض وكان هذا يختص بزمنه صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه بها إلا من ثبت إيمانه وقال النووي ليس هذا بظاهر لأنه ورد عند مسلم لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد وهذا والله أعلم زمن الدجال اهـ ويحتمل أن يكون المراد كلا من الزمنين وكان الأمر في حياته صلى