أحد يعني لم تجتمع لأحد قبله لأن نوحًا بعث إلى كافة الناس وأما الأربع فلم يعط أحد واحدة منهن وكأنه نظر في أول الحديث وغفل عن آخره لأنه نص صلى الله عليه وسلم على خصوصيته بهذه أيضًا لقوله وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة (نصرت بالرعب) أي بالخوف مني زاد في رواية أحمد فيقذف في قلوب أعداءي (مسيرة شهر) بالنصب أي ينصرني الله بالقاء الخوف في قلوب أعداءي من مسيرة شهر بيني وبينهم من سائر نواحي المدينة وجميع جهاتها قال العلقمي وفي الطبراني عن ابن عباس نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب على عدوه مسيرة شهرين وأخرج عن السائب بن يزيد مرفوعًا فضلت على الأنبياء بخمس وفيه ونصرت بالرعب شهرًا أمامي وشهرًا خلفي وهو مبين لمعنى حديث ابن عباس قال شيخ شيوخنا فالظاهر اختصاصه به مطلقًا وإنما جعل الغاية شهرًا لأنه لم يكن بين بلدته وبين أحد من أعدائه أكثر منه وهذه الخصوصية حاصلة على الإطلاق حتى ولو كان وحده بغير عسكر وهل هي حاصلة لأمته من بعده فيه احتمال اهـ قلت ورأيت في بعض الحواشي نقل ابن الملقن في شرح العمدة عن مسند أحمد بلفظ والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرًا (وجعلت لي الأرض) زاد في رواية ولأمتي (مسجدًا) أي محل سجود فلا يختص السجود منها بموضع دون غيره زاد في رواية وكان من قبلي إنما يصلون في كنائسهم (وطهورًا) بفتح الطاء المهملة بمعنى مطهرًا وإن لم يرفع حدثًا (فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) أي بوضوء أو تيمم في مسجد أو غيره وإنما زاده فعالتوهم أنه خاص به (وأحلت لي الغنائم) يعني التصرف فيها كيف شئت وقسمتها كيف أردت (ولم تحل) قال المناوي يجوز بناؤه للفاعل والمفعول (لأحد من قبلي) أي من الأمم السابقة بل كانوا على ضربين منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم يكن له مغانم ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئًا لم يحل لهم أكله وجاءت نار فأحرقته إلا الذرية (وأعطيت الشفاعة) قال العلقمي هي سؤال الخير وترك الضرر عن الغير على سبيل التضرع والمراد بها الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول الموقف وهي المراد بالمقام المحمود لأنها شفاعة عامة تكون في الحشر حين يفزع الناس إليه صلى الله عليه وسلم قال شيخنا اللام للعهد قاله ابن دقيق العيد وقال ابن حجر الظاهر أن المراد هنا الشفاعة في إخراج من دخل النار ممن ليس له عمل صالح إلا التوحيد لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس وأعطيت الشفاعة وأخرتها لأمتي وهي لمن لا يشرك بالله شيئًا وفي حديث ابن عمر وهي لكم ولمن يشهد أن لا إله إلا الله وقيل الشفاعة المختصة به أنه لا يرد فيما يسأل وقيل في خروج من في قلبه ذرة من الإيمان قال الحافظ ابن حجر والذي يظهر لي أن هذه مرادة مع الأولى قال النووي الشفاعات خمس أولها مختصة بنبينا صلى الله عليه وسلم وهي إلا راحة من هول الموقف وطول الوقوف الثانية في إدخال قوم الجنة بغير حساب الثالثة لقوم استوجبوا النار من المذنبين الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين