قال المناوى فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما يجئ فى خبر ولذلك قيل:

ولا يصحب الإنسان إلا نظيره ... وإن لم يكونا من قبيل ولا بلد

وقيل انظر من تصاحب فقل نواة طرحت مع حصاة لا أشبهتها (ت) عن ابن مسعود مرفوعاً (هب) عنه موقوفاً وهو حديث حسن لغيره (اعتدلوا فى السجود) بوضع أكفكم فيه على الأرض ورفع مرافقكم عنها وبطونكم عن أفخاذكم إذا كان المصلي ذكراً قال ابن دقيق العيد ولعل المراد بالاعتدال ههنا وضع هيئة السجود على وفق الأمر لأنّ الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يتأتى هنا فإنه هناك استواء الظهر والعنق والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي وقد ذكر الحكم مقروناً بعلته فإن التشبيه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه فى الصلاة (ولا ينبسط أحدكم) بالجزم على النهي أي المصين (ذراعيه انبساط الكلب) أي لا يفرشهما على الأرض فى الصلاة فإنه مكروه لما فيه من التهاون وقلة الاعتناء بالصلاة قال العلقمي قوله ولا ينبسط كذا للأكثر بنون ساكنة قبل الموحدة وللحموي تبتسط بمثناة فوقية بعد الموحدة وفى رواية ابن عساكر بموحدة ساكنة فقط وعليها اقتصر صاحب العمدة وقوله انبساط بالنون فى الأولى والثالثة وبالمثناة الفوقية فى الثانية وهى ظاهرة والثالثة تقديرها ولا يبسط ذراعيه فينبسط انبساط الكلب (حم ق 4) عن أنس بن مالك (أعتق أم إبراهيم) مارية القبطية (ولدها) إبراهيم أعتق فعلٌ ماضٍ وولدها فاعل أي أثبت لها حرمة الحرية لا أنه أعتقها حقيقة وأجمع الفقهاء على أن ولد الرجل من أمته ينعقد حراً قال العلقمي وملخص الحكم أنه إذا أحبل أمته فولدت حياً أو ميتاً أو ما تجب به غرة عتقت بموت السيد وللسيد وطئ أم ولده بالإجماع واستثنى منه مسائل منها أمة الكافر إذا أسلمت ومنها إذا أحبل أخته مثلاً جاهلاً بالتحريم فإنها نصير مستولدة ووطؤها ممتنع ومنها أن يطأ موطؤة ابنه فتصير أم ولد ولا يحل له وطؤها ومنها ما إذا أولد مكاتبته فإنها تصير أم ولد ولا يحل له وطؤها ما دامت الكتبى صحيحة باقية وسببه كما فى الكبير عن ابن عباس قال لما ولدت مارية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق فذكره وفى ابن ماجه قال ذكرت مارية أم إبراهيم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعتقها ولدها (قط ك هق) عن ابن عباس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (أعتقوا) بفتح الهمزة وكسر المثناة الفوقية (عنه) أي عن من وجبت عليه كفارة القتل (رقبة) أي عبداً أو أمة موصوفاً بصفة الأجزاء فإن فعلتم ذلك (يعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار) زاد فى رواية حتى الفرج بالفرج قال العلقمي وفيه دليل على تخليص الآدمي المعصوم من ضرر الرق وتمكنه من تصرفه فى منافعه على حسب إرادته وذلك من أعظم القرب لأن الله تعالى ورسوله جعلا عتق المؤمن كفارة لإثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015