ودعاؤه مستجاب (وعليك بصلاة الغداة وصلاة العشاء فأشهدهما فلو تعلمون ما فيها لأتيتموهما ولو حبواً) أي لو تعلمون ما فى حضور جماعتهما من كثرة الثواب لأتيتم محلها ولو بغاية الجهد والكلفة (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن لغيره (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ومن علم أن معبوده شاهد لعبادته تعين عليه بذل المجهود من الخشوع والحضور (واحسب نفسك فى الموتى) أي عدّ نفسك من أهل القبور وكن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة) ولو بعد حين كما تقدم (حل) عن زيد بن أرقم ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً وزل مع القرآن أينما زال) أي در معه كيف دار بأن تعمل بما فيه (واقبل الحق ممن جاء به من صغير أو كبير وإن كان بغيضاً) لك (بعيداً) أي أجنبياً منك (واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيباً قريباً) لك وسببه عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا رسول الله علمني كلمات جوامع نوافع فذكره (ابن عساكر عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف (اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام) أي تصدقوا بما فضل عن حاجة من تلزمكم مؤنته (وأفشوا السلام) أي أظهروه بين الناس بأن تعلموا به جميع المسلمين من عرفتم منهم ومن لم تعرفوه والسلام أول كلمة تفاوض بها آدم مع الملائكة فإنه لما خلقه الله تعالى قال له اذهب إلى أولئك النفر فسلم عليهم واستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال لهم السلام عليكم فقالت الملائكة وعليك السلام قال العلقمي قال النووي أقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه قلت حيث يكون معتدل السمع اهـ فإن لم يسمعه لم يكن آتياً بالسنة ويستحب أن يرفع صوته بقدر ما يتحقق أنه سمعه فإن شك استظهر ويستثنى من رفع الصوت بالسلام ما إذا دخل فى مكان فيه نيام فالسنة أن يسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان ونقل النووي عن المتولي أنه قال يكره إذا لقى جماعة أن يخص بعضهم بالسلام لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة وفى التخصيص ايحاش لغير من خص بالسلام (تدخلوا الجنة بسلام) أي إن فعلتم ذلك ومتم عليه دخلتم الجنة آمنين لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وسببه عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ قال كل شئ خلق من الماء قلت أنبئني بشئ إذا فعلته دخلت الجنة فذكره (ت) عن أبي هريرة قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (اعتبروا الأرض بأسمائها) قال المقري لعل معناه النظر إلى الفال ولذا غير النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً من الأسماء وكره تسمية المدينة بيثرب وتذكر قضية عمر رضي الله عنه فى حكاية الرجل الذي قال إن أهلي بذات لظى فقال له عمر أدرك أهلك فقد احترقوا وفى الحكاية شمول بالنسبة إلى ما ذكرناه وبالجملة فكان صلى الله عليه وسلم يكره سيئ الأعمال ويعجبه الفأل الحسن والله أعلم (واعتبروا الصاحب بالصاحب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015