وفاعل على الثاني (أن فيه خيراً ولا خير فيه) باطناً فلما تخلق بأخلاق الأخيار وهو من الفجار استوجب ذلك (أبو عبد الرحمن السلمي) محمد بن الحسين (في الأربعين) المجموعة الصوفية (فر) كلاهما (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف (أشد الناس عذاباً يوم القيامة) أي من أشدّهم ويدل على ذلك ما في رواية مسلم أن من أشد الخ (الذين يصاهون بخلق القه) أي يشبهون ما يصنعونه من تصوير ذوات الأرواح بما يصنعه الله تعالى قال المناوي قال النووي قال العلماء تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره فصنعه حرام بكل حال وسواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها ويستثنى من ذلك لعب البنات لأن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تلعب بها عنده صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وحكمته تدريبهنّ أمر التربية فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام وقال أيضاً هذا حكم التصوير وأما اتخاذ المصوّر بما فيه صورة حيوان فإن كان معلقاً على حائط أو ثوب ملبوس أو عمامة أو نحو ذلك مما لا يعدّ ممتهناً فهو حرام وإن كان في بساط يداس أو مخدّة أو وسادة أو نحوها مما يمتهن فليس بحرام قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام على سهوة لي فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال أشد الناس فذكره قوله بقرام بكسر القاف وتخفيف الراء هو ستر فيه رقم وتفش وقيل ثوب من صوف ملون يفرش في الهودج أو يغطي به قوله على سهوة بفتح المهملة وسكون الهاء هي الصفة في جانب البيت وقيل الكوة وقيل الرف وقيل بيت صغير يشبه المخدع وقيل بيت صغير منحدر في الأرض وسمكه مرتفع من الأرض كالخزانة الصغيرة يكون فيها المتاع ورجح هذا الأخير أبو عبيد ولا مخالفة ووقع في حديث عائشة أنها علقته على بابها وكذا عند مسلم فتعين أن السهوة بيت صغير علقت السترة على بابه واقنطر شيخنا على الأول والرابع (حم ق ن) عن عائشة (أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه) أي لم يعمل به (طس عد هب) عن أبي هريرة قال المناوي ضعفه الترمذي وغيره (أشدّ الناس بلاء) أي محنة واختباراً (الأنبياء) ويلحق بهم الأولياء لقربهم منهم وإن كانت درجتهم منحطة عنهم (ثم الأمثل فالأمثل) أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى فهم معرضون للمحن والبلاء والسر في ذلك أن البلاء في مقابلة النعمة فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد إلا أنه كلما قويت المعرفة بالمبتلي هان عليه البلاء ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ليس بمؤمن أي مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة ومنهم من ينظر إلى أجر البلاء فيهون عليه البلاء وأعلى من ذلك درجة من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ولا يعترض وأرفع منه من شغلته المحبة عن طلب رفع البلاء (يبتلى الرجل) بالبناء للمفعول (على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015