الضمير العائد إلى الخير وهو مذكر وكان القياس إليه ولكن المذكر يجوز تأنيثه إذا أول بمؤنث كتأويل الخير الذي تقدم إليه النفس الصالحة بالرحمة أو الحسنى أو باليسرى كقوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى فسنيسره لليسرى ومن إعطاء المذكر حكم المؤنث باعتبار التأويل قوله صلى الله عليه وسلم في إحدى الروايتين فإن في إحدى جناحية داء وفي الأخرى شفاء والجناح مذكر ولكنه من الطائر بمنزلة اليد فجاز تأنيثه مأولاً بها ومن تأنيث المذكر بتأويله بمؤنث قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وهو مذكر لتأويله بحسنات (وإن تك سوى ذلك) أي غير صالحة (فشرّ تضعونه عن رقابكم) أي تستريحون منه لبعده عن الرحمة فلاحظ لكم في مصاحبته بل في مفارقته قال المناوي وكانت قضية المقابلة أن يقال فشر تقدّمونها إليه فعدل عن ذلك شوقاً إلى سعة الرحمة ورجاء الفضل فقد يعفى عنه فلا يكن شراً بل خيراً (حم ق ع) عن أبي هريرة (أسست السموات السبع) بالبناء للمفعول (والأرضون السبع على قل هو الله أحد) أي لم تخلق إلا لتدل على توحيد الله ومعرفة صفاته التي نطقت بها هذه السورة ولذلك سميت سورة الأساس لاشتمالها على أصول الدين قال العلقمي لعل المراد أنه ليس القادر على إبداعها وإيجادها إلا من اتصف بالوحدانية في ملكه وهو الله الواحد القهار فمن تأمل في إيجادها علم أن الموجد لها واحد لا شريك له (تمام) في فوائده (عن أنس) ابن مالك وإسناده ضعيف (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا والمراد بهذه الشفاعة المسئولة عنها بعض أنواع الشفاعة وهي التي يقول فيها صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي فيقال له أخرج من النار من في قلبه وزن كذا من الإيمان فأسعد الناس بهذه الشفاعة من يكون إيمانه أكمل ممن دونه وأما الشفاعة العظمى من إراحة الكرب الموقف فأسعد الناس بها من سبق إلى الجنة وهم الذين يدخلونها بغير حساب ثم الذين يلونهم وهم من يدخلها بغير عذاب بعد أن يحاسب ويستحق العذاب ثم من يصيبه لفح من النار ولا يسقط والحاصل أن في قوله أسعد إشارة إلى اختلاف مراتبهم في السبق إلى الدخول باختلاف مراتبهم في الإخلاص فلذلك أكد بقوله من في قلبه مع أن الإخلاص محله القلب لكن إسناد الفعل إلى الجارحة أبلغ من التأكيد وبهذا التقدير يظهر موقع قوله أسعد وأنه على بابه من التفضيل ولا حاجة إلى قول بعض الشراح أن أسعد هنا بمعنى السعيد لكون الكل يشتركون في شرطية الإخلاص لأنا نقول يشتركون فيه لكن مراتبهم فيه متفاوتة وقال البيضاوي يحتمل أن يكون المراد من ليس له عمل يستحق به الرحمة والإخلاص لأ، احتياجه إلى الشفاعة أكثر وانتفاعه بها أوفر (من قال لا إله إلا الله) المراد مع محمد رسول الله ولو عاصياً وقد يكتفى بالجزء الأول عن كلمتي الشهادة أي عن التعبير يجمعهما لأنه صار شعاراً لجميعهما فحيث قيل كلمة الشهادة أو كلمة الإخلاص أو قول لا إله إلا الله فهو لا إله إلا الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015