التي يذكر فيها البقرة وفيه أن بعض القرآن أفضل من بعض خلافًا للبعض (فائدة) قال المبتولي في بعض الروايات من قرأ عشر آيات من سورة البقرة على مصروع آفاق من أولها أربع آيات إلى قوله المفلحون وآية الكرسي وبعدها آيتان إلى خالدون وثلاث من آخرها أولها لله ما في السموات وما في الأرض إلى آخرها (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (اثت المعروف) أي أفعله (واجتنب المنكر) أي لا تقربه قال المناوي والمعروف ما عرفه الشرع أو العقل بالحسن والمنكر ما أنكره أحدهما لقبحه عنده وقال العلقمي قال في النهاية المعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس والمنكر ضد ذلك (وانظر) أي تأمل (ما يعجب أذنك) أي الذي يسرك سمعه (أن يقول لك القوم) المصدر المنسبك بيان لما واللام بمعنى في أي من قول القوم فيك من ثناء حسن وفعل جميل ذكروك به عند غيبتك (إذا قمت من عندهم) يعني فارقتهم أو فارقوك (فأنه) أي افعله (وانظر الذي تكره) سماعه من الوصف الذميم كالظلم والشح وسوء الخلق والغيبة والنميمة ونحو ذلك (أن يقول لك) أي فيك (القوم إذا قمت من عندهم فاجتنبه) لقبحه فإنه مهلك وسببه أن حرملة قال يا رسول الله ما تأمرني به فذكره (خد) والحافظ محمد (بن سعد) في الطبقات (والبغوي في معجمه والباوردي) بفتح الموحدة وسكون الراء وآخره دال مهملة نسبة لبدة بناحية خراسان وكنيته أبو منصور (في) كتاب (المعرفة) معرفة الصحابة (هب) كلهم (عن حرملة) بفتح الحاء والميم (ابن عبد الله ابن أوس) بفتح الهمزة وسكون الواو وكان من أهل الصفة (وماله غيره) أي لم يعرف لحرملة رواية غير هذا الحديث قال الشيخ حديث حسن لغيره (اثت حرثك) أي محل الحرث من حليلتك وهو قبلها إذ هو لك بمنزلة أرض تزرع وذكر الحديث يدل على أن الإتيان في غير المأتى حرام (أنى شئت) أي كيف شئت من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار بأن يأتيها في قبلها من جهة دبرها وفيه رد على اليهود حيث قالوا من أتى امرأة في قبلها من جهة دبرها جاء الولد أحول (وأطعمها) بفتح الهمزة (إذا طعمت) بتاء الخطاب لا التأنيث (واكسها) بوصل الهمزة وضم السين ويجوز كسرها (إذا اكتسيت) قال العلقمي وهذا أمرا رشاد يدل على أن من كمال المروءة أن يطعمها كلما أكل ويكسوها إذا اكتسى وفي الحديث إشارة إلى أن أكله يقدم على أكلها وأنه يبدأ في الأكل قبلها وحقه في الأكل والكسوة مقدم عليها لحديث ابدأ بنفسك ثم بمن تعول (ولا تقبح الوجه) بتشديد الموحدة أي لا تقل أنه قبيح أو لا تقل قبح الله وجهك أي ذاتك فلا تنسبه ولا شيئًا من بدنها إلى القبح الذي هو ضد الحسن لأن الله تعالى صور وجهها وجسمها وأحسن كل شيء خلقه وذم الصنعة يعود إلى مذمة الصانع وهذا نظير كونه صلى الله عليه وسلم ما عاب طعامًا قط ولا شيئًا قط وإذا امتنع التقبيح فالشتم واللعن بطريق الأولى (ولا نضرب) أي ضربًا مبرحًا مطلقًا ولا غير مبرح بغير إذن شرعي كنشوز وظاهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015