عن فعل السيئات (ابن عساكر عن أبي الدرداء)
• (قال داود إدخالك يدك في فم التنين) بكسر المثناة الفوقية وشدة النون المكسورة وسكون المثناة التحتية ضرب من الحيات كالنخلة السحوق إلى أن تبلغ المرفق (فيقضمها) بضاد معجمة من باب سمع يسمع أي يعضها وأصل القضم الكسر بأطراف الأسنان (خير كل من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان) أي من كان معدماً فصار غنياً وليس هو من بيت شرف قال العلقمي روى السلفي في بعض تخاريجه عن سفيان الثوري قال أوحى الله إلى موسى عليه السلام يا موسى لأن تدخل يدك إلى المنكبين في فم التنين خير من أن ترفعهما إلى ذي نعمة قد عالج الفقر ونظم معنى ذلك شاعر العصر الفارضي رحمه الله تعالى فقال:
إدخالك اليد فالتنين تولها
• لمرفق منك مستعل فيقضمها
خير من المرء يرجى في الغنى وله
• خصاصة سبقت قد كان يسأمها
(وقال غيره)
لا تحسبن الموت موت البلا
• وإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا
• أشد من ذاك لذل السؤال
(ومما ينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه)
أعز الناس نفساً من تراه
• يعز النفس عن ذل السؤال
ويقنع باليسير ولا يبالي
• بفضل فات من جاه ومال
فكم دقت ورقت واسترقت
• فضول العيش أعناق الرجال
(وقال غيره)
سل الفضل أهل الفضل قدماً ولا تسل
• غلاماً ربى في الفقر ثم تمولا
فلو ملك الدنيا جميعاً بأسرها
• تذكره الأيام ما كان أولا
(ابن عساكر عن أبي هريرة)
• (قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة) كناية عن الجماع واللام جواب لقسم محذوف أي والله لأطوفن (على مائة امرأة) قال العلقمي وفي رواية سبعين وفي أخرى تسعين قال في الفتح ومحصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون ومائة وجمع بينها بأن الستين حرائر وما زاد عليهن كن سراري وقد حكى وهب بن منبه في المبتدأ أنه كان لسليمان ألف امرأة ثلثمائة مهرية وسبعمائة سرية (كلهن تأتي بفارس) أي كل واحدة تلد ولداً ويصير فارساً (يجاهد في سبيل الله) قاله على سبيل التمني للخير وإنما جزم به لأنه غلب عليه الرجاء لكونه قصد به الخير وأمر الآخرة لا لغرض الدنيا (قال له صاحبه) أي وزيره أو الملك الذي يأتيه بالوحي (قل إن شاء الله) ذلك (فلم يقل إن شاء الله) بلسانه لنسيان عرض له لا إباء عن التفويض إلى الله تعالى بل كان ذلك ثابتاً في قلبه فصرف عن الاستثناء بلسانه ليتم القدر السابق (فطاف عليهن) أي جامعهن (فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان) قال العلقمي