النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة فقاموا صفوفاً ينتظرون من يؤمهم فأخذ جبريل بيده فقدمه فصلى بهم ركعتين وع كعب فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء وحشر الله له المرسلين فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين فلما انصرف قال جبريل يا محمد أتدري من صلى خلفك قال لا قال كل نبي بعثه الله تعالى ثم اثنى كل نبي من الأنبياء على رب بثناء جميل فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي ثم شرع يقول الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً وأنزل على الفرقان فيه تبيان لكل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل امتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون والآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحاً خاتماً فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام بهذا فضلكم محمد أي غلبكم في الفضل وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من العطش أشد ما أخذه فجاءه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن فقال له جبريل يا محمد اخترت الفطرة أي علامة الإسلام والاستقامة ولو شربت الخمر لغوت أمتك ولم يتبعك منهم إلا القليل وفي رواية أن الآنية كانت ثلاثة والثالث فيه ماء وأن جبريل قال له لو شربت الماء لغرقت أمتك وفي رواية أن أحد الآنية التي عرضت عليه كان فيه عسل بدل الماء وأنه رأى عن يسار الصخرة الحور العين وسلم عليهن فرددن عليه السلام وسألهن فأجبنه بما تقرّ به العين ثم أتى بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم تر الخلائق أحسن منه له مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب وهو من جنة الفردوس منضد باللؤلؤ عن يمينه ملائكة وعن يساره ملائكة (فعرج) بالفتح أي صعد (بي) جبريل (إلى المساء الدنيا) أي القربى منا وهي التي تلينا (فلما جئنا إلى السماء الدنيا) أقام المظهر مقام المضمر للإيضاح (قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح) أي بابها وذا يدل على أن الباب كان مغلقاً قال ابن المير حمكته التحقق أن السماء لم تفتح إلا من أجله بخلاف ما لو وجده مفتوحاً (قال) الخازن (من هذا) الذي قال افتح (قال هذا جبريل) قال المناوي لم يقل أنا لأن قائلها يقع في العنا قال العلقمي فيه من أدب الاستئذان أن المستأذن يسمى نفسه لئلا يلتبس بغيره (قال هل معك أحد قال نعم معي محمد) قال المناوي فيه إشارة إلى أنه ما استفتح إلا لمصاحبة غيره من الإنس وإلى أن السماء محروسة لا يدخلها أحد إلا بإذن (قال فأرسل إليه) قال العلقمي يحتمل أن يكون خفي عليه أصل إرساله لاشتغاله بعبادته ويحتمل أن يكون استفهم عن الإرسال إليه للعروج إلى السماء وهو الأظهر لقوله إليه ويؤخذ منه أن رسول الرجل يقوم مقام إذنه لأن الخازن لم يتوقف عن الفتح له على الوحي إليه بذلك بل عمل بلازم الإرسال (قال نعم فافتح) ففتح (فلما علونا السماء الدنيا فإذا) للمفاجأة (رجل عن يمينه أسود) قال العلقمي بوزن أزمنة وهي الأشخاص من كل شيء اهـ والمراد جماعة من بني آدم (وعن يساره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015