فبهذا تعرف الفرقة الناجية من الفرق الأخرى المخطئة والمنحرفة.
فإذا رجعنا إليهم في أمر ديننا جميعه، لانتهى الخلاف واندثر الشقاق.
ولهذا كان الصحابة حكمًا وقاضيًا على طوائف الإسلام، كما كان الإسلام حكمًا ومهيمنًا على كافة الأديان.
وإن لم نحكمهم في خلافتنا، وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد نزل القرآن بلغتهم، ورأوا سيرة رسول الله بأم أعينهم، ثم أبلغنا الله أنهم نجوا في الآخرة بعد أن أفلحوا في الدنيا {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة: 8]
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100]
إن لم نحكم هؤلاء في خلافاتنا، فمن نحكم؟ !
وخلاصة الكلام أن من أراد لنفسه الهداية والنجاة هل يسلك طريقًا جديدًا مجهولاً؟ ويخوض مخاضة غير مأمومنة؟ وأمامه طريق مأمون، قد سلكته أمة من قبله، وأفلحوا في دنياهم، ونجوا في آخرتهم؟
عبر للمعتبرين:
ثم أمر آخر ما من فئة ولا طائفة عدلت عن هذا الطريق المسلوك، وانحرفت عن هذه المخاضة، إلا هلك أهلها، وغرق أفرادها، فهل من معتبر؟ !